خالد سينو
إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا ـ يكيتي، اسم له في الذاكرة الكوردية القريبة محطات قد لا تسره إن تمعن هو فيها بتجرد وقام بجردة حساب ما له وما عليه، ذاك الرجل الذي تسلق سلم المهام الحزبية في البارتي بسرعة قياسية ليصبح في بداية الثمانيات من القرن الماضي الرجل الثاني في قبادة البارتي بعد المرحوم كمال أحمد درويش سكرتير البارتي آنذاك، هذا الرجل الغامض الذي عمل بصمت في الصفوف البارتي على أنه الوجه اليساري المؤمن بالطبقة الكادحة والفكر الاشتراكي ويمثل الدماء الجديدة فيه، استغل هذه الادعاءات ليجمع حوله عدداً لابأس من المريدين والتابعين لحين الساعة، وهو لم يكذب خبراً حتى قام بتفجير البارتي من الداخل منتصف الثمانيات تحت يافطات سياسية براقة ـ عدم المساومة على الحق الكوردي في سوريا ووقف سكرتير البارتي المرحوم كمال احمد عند حده نتيجة علاقاته المتطورة مع السيد عبد الحميد درويش والتي ستقود البارتي إلى التنازل تلو التنازل (حسب ادعاءه)، وفرز الرث والمتخلف في البارتي عن النهضوي والثوري والتقدمي … الخ ـ وشعارات أخرى كثيرة استخدمها رجلنا في (ثورته) البارتوية منتصف الثمانيات من القرن الماضي ليعلن بداية عن وليده المسخ المنشق عن البارتي وبنفس الإسم، ليتدارك الوضع فيما بعد ويتحد مع جماعة حزب العمل الحلبية (شيخ آلي او آري ـ والله ما بعرف شو لقبو) ليشكلا الموحد ، وبعد سلسلة إنشقاقات مدبرة طالت الأحزاب الأخرى (اليساري والإتحاد الشعبي) بالإضافة لجماعة الشغلية ليشكلا فيما بعد حزب الوحدة الذي لم يصمد طويلاً في وحدته لينشق المنشقون من الإتحاد الشعبي عنه تحت نفس الكليشات السياسية والإتهامية التي استخدمتها الأجزاء المختلفة المشكلة للوحدة في انشقاقاتها عن أحزابها الأساسية.
هذا الرجل بالرغم من بداياته النضالية المتواضعة في البارتي إلا إن جولاته الإستهدافية الإنشقاقية للنيل من العزيمة الكوردية ومن وحدة الصف الكوردي كثيرة ككثرة شعرات رأسه، فهو لم يكل ولم يوفر جهداً في هذا الإتجاه الإنشقاقي بداية من حزبه الأم البارتي مرورا بوليديه الموحد ومن ثم الوحدة وصولاً للتحالف الذي لم يسلم من طموحاته وطموحات أستاذه عبد الحميد درويش سكرتير التقدمي لينالا من التحالف تنيكلاً على خلفية ترسيخ زعاماتهما العشائرية سياسياً، وانتهاء بشقلباته وشقلبات نائبه السيد (آلي أو آري) السياسية على الحق الكوردي وتقييماتهما السياسية العوجاء للنظام السوري، وتهوين ما يتعرض له شعبنا الكوردي في سوريا من سياسات النظام الشوفينية / العنصرية المبرمجة.
نورد فيما يلي ما قاله السيد اسماعيل في مجال تقييمه لسياسة النظام اتجاه شعبنا الكوردي مؤخراً في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" (وحول الأخبار التي أشاعتها بعض الأطراف الكردية عن وجود استهداف لهم في سورية، قال عمر: "هذا أمر مبالغ فيه، فالتشدد موجود بحق الجميع في سورية، لكن بالنسبة للوضع الكردي هناك استهداف لبعض الأكراد السوريين، وهناك جهات عنصرية معنية بشطب المكون الكردي وإنهائه في سورية ودفع الجانب الكردي نحو السلبية".) لاحظوا تفنيد (حبيبنا الرئيس) للقول بأن النظام يستهدف الشعب الكوردي بأنه امر مبالغ فيه، وان النظام يستهدف البعض وليس الكل وحبذا وضح لنا من هم هؤلاء البعض، هؤلاء (العصاة) من وجهة نظره ونظر النظام الذين يقلقون راحته وراحة النظام، ومن جهة أخرى وحسب قوله هناك جهات سياسية كوردية تبالغ في السلبية من ناحية تقييمها لسياسة النظام. عجباً من أمرك ايها (الرئيس العزيز) هكذا بجرة قلم أو زلة لسان تنفي نظرة النظام الشوفينية المبرمجة منذ استيلائه الغير المشروع على مقاليد الحكم اتجاه شعبنا الكوردي.
هل كان مشروع الحزام والإحصاء موجه ضد فئة معينة ام ضد الشعب الكوردي كمكون قومي كوردي؟
هل المرسوم 49 موجه ضد فئة معينة أم ضد المكون القومي الكوردي؟
هل القتل المبرمج للجنود الكورد في الجيش السوري موجه ضد فئة معينة ام لكسر إرادة المقاومة لدى الشعب؟
هل شهداء الانتفاضة كانوا من تلك الفئة التي تهول الأمور وتضخمها؟
هل الإعتقالات المبرمجة أمر مبالغ فيه أم هي سياسة تستهدف كسر عزيمة المقاومة لدى النخبة السياسية الكوردية؟
هل …؟ هل … ؟
نستطيع إثارة (هلات) وأسئلة كثيرة في وجه تصريحك المدروس بعناية فائقة، هي رسالة واضحة صريحة للنظام تتبرء من خلالها من كل ما يعكر صفو مزاج النظام الأمني السوري، تُخلي ناحيتك سياسياً من أية تبعات هنا وهناك.
وهي رسالة ايضاً (التصريح) إلى الجانب الكوردي الذين تتهمهم بإثارة السلبيات، بأنك لست متفق معهم في تسويد صفحة النظام سياسياً اتجاه المكّون الكوردي، وهذا يعني الف سؤال وسؤال واستنتاج على غرار الف ليلة وليلة.
أول الأسئلة/ الاستنتاجات، أنك لست مستعداً أن تضع يدك بيد هؤلاء (العصاة) الذين يبالغون في تضخيم الأمور من ناحية سياسة النظام اتجاه المكّون الكوردي، وثاني الأسئلة/ الاستنتاجات، أنك لست مستعداً لبناء المرجعية الكوردية المنشودة، الآن فهمنا لماذا أصررتم عند إعلان رؤيتكم كمجلس عام للتحالف لبناء المرجعية الكوردية على ان يأخذ برنامج إعلان دمشق في الحسبان، وذلك لتقزيم المطلب الكوردي ووضع عراقيل جمة أمام المرجعية المنشودة على إعتبار هناك فصائل كوردية لها ملاحظات مهمة على برنامج إعلان دمشق بخصوص المسألة الكوردية في سوريا.
أما الـ 999 سؤال/ إستنتاج المتبقية من ألف سؤال وسؤال واستنتاج التي نحن بصدد طرحها عليك نتركها حتى تجاوب عن أسئلتنا واستنتاجاتنا المثارة في هذه المقالة.
ودمتم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق