الجمعة، 31 ديسمبر 2010

المُغْتَصِب


خالد سينو

تناقلت وسائل الإعلام المختلفة ونحن على وشك إغلاق الباب على 2010، خبر إدانة إحدى المحاكم الاسرائيلية الرئيس الاسرائيلي السابق موشيه كاتساف (إيراني الأصل) بتهمة الاغتصاب وإقامة علاقات جنسية غير شرعية.
القضية من حيث تداعياتها على المجتمع الاسرائيلي لا تهمنا ، لكن الذي يلفت النظر فيها تلك النزاهة التي يتمتع بها القضاء في الدولة الجارة له من القوة والاستقلالية تصل لحد إدانة شخصية سياسية عليا في دولة مجاورة لنا وعلى تخومنا، بينما هناك من يغتصب 25 مليون إنسان (حسب الإحصاءات الرسمية عدد سكان سوريا سيتجاوز ذاك الرقم قريباً) منذ أربعة عقود ونيف بشكل يومي وبأشكال وافعال مختلفة يتفنن فيها الطاقم الأمني السوري.
والاغتصاب عندنا ثلاثة اشكال.
الأول، هناك اغتصاب عام للشعب السوري على خلفية حرمانه من حقوقه السياسية والديمقراطية ونهب الخيرات وتسجيل سوريا ككل كسجل عقاري خاص مضاف للأبد باسم الشلة الأمنية التي تحكم سوريا باسم حزبها العقائدي جداً، والشكل الآخر للاغتصاب ما هو ممارس بحق الشعب الكوردي في سوريا، بدأً من الشوفيني محمد طلب هلال ومشروعه ذي أهداف التطهير العرقي ومروراً بمختلف المشاريع والقوانين الاستثنائية والغير الاستثنائية والتي اتت كتكميلة خاصة للمشروع الهلالي في محاولة لاقتلاع الجذور من أرضها الأصلية.
فكل شيء في أرضي الطيبة مباح ومعرض للاغتصاب إن لم تمتثل لمشيئة الحاكم باسم العقيدة والإيدولوجيا …
كل شيء في واحتي، التي ترعرعت مرهونة بمشيئة أصغر عنصر أمني، وجاهزة للحالة الاغتصابية …
كل شيء في الأرض التي أهدت العالم شريعة تهتم بتنظيم شؤون وأمور الرعية في مملكة بابل (شريعة حمورابي)، مباح ومفتوح ما دام لم يهتف للحاكم.
كل شيء في واحتي الجميلة تقحلت وتصحرت لانها اغتصبت بفعل القوانين الاقتصادية الاغتصابية….
كل شيء مرهون للاغتصاب …
………………………………

وبما أن الثقافة السياسية السائدة رسمياً في سوريا قائمة على الاغتصاب، فانتقل ذاك الفعل  إلى البعض منا، فبدأ يغتصب ويمارس ساديته السياسية علينا هنا وهناك وبمسميات مختلفة.
احزابنا مُغتصبة وهنا هو الشكل الثالث للاغتصاب …
مرة باسم الماركسية اللينينية وضرورة الالتزام بها (قبل انتقال راعي تلك النظرية المرحوم السوفيتي إلى ملكوت السماء)، فانتقل مفتي الماركسية بعدها إلى مصطلح بارزانيزم بعد ان كان من أشد أعداءها كوردياً، ومرة لأجل تصحيح المسار، ومرة باسم الديمقراطية، ومرة باسم  الواقعية السياسية وطنياً فاستطاب له الأمر ومازال منذ /50/ عاماً يغتصب حزبه، ومرة باسم تصعيد النضال الثوري والعملي، ومرات عديدة تحت رايات اشقاء كوردستانيين وكالة،  ومرات كثيرة بدون سبب ما فقط لأن احدهم استحلى الفعل الاغتصابي ولا يريد لفعله أن ينتهي أو يستغنى عن خدماته الجليلة، وحديثاً جداً هناك من اعلن اغتصابه السياسي لنا في بلاد الغربة ويافطته الاغتصابية تحمل نكهة كوردستانية بحجة تجاوز كل خطوط الحمر والصفر ووضع النقاط الضائعة من الحروف عليها.
والأنكى من هذا وذاك هناك من يريد أن يغتصب اقلامنا وبتر اصابعنا فقط لأننا لا نمجد فعله وفعل معلميه في تفننهم وتناوبهم على الاغتصاب السياسي والتنظيمي، بحقنا وحق احزابهم وقواعد احزابهم وجماهير احزابهم ويصرون أن ننضم مثله لجماعة المغتصبين…

اغتصابٌ … اغتصابٌ … اغتصاب…
ودمنا للاغتصاب الأبدي
وللاطلاع على المزيد في هذا المجال نقدم للقراء قصيدة الشاعر نزار قباني المحضر الكامل لحادثة اغتصاب سياسية على الرابط التالي 
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=68893&r=&rc

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

اربعينية الراحل اسماعيل عمر ـ بانوراما مواقفه السياسية

خالد سينو
بداية نقدم عزاءنا الحار لذوي الراحل  …
 فيما مضى كتب الكثير عن الراحل ومناقبه الإنسانية، لكن الملاحظة التي لفتت انتباهنا كان غياب شبه كامل للبانورامية التي ميزته سياسياً، هذه المسألة الحيوية  غابت عن البعض أو غيّبت عمداً من قبل البعض الأخر، لقد تم التطرق للمسألة وكأن الراحل اسماعيل عمر شاعر او فنان او رجل دين  أو ما شابه حتى تدبج كل تلك المقالات الشاعرية في رحيله، بل كان شخصية سياسية كوردية سورية ورئيس لحزب سياسي كوردي له من المواقف السياسية والتنظيمية اثر فيما أثرت على مجمل الوضع الكوردي السياسي والتنظيمي. لذلك كان حريّ بالذين كتبوا عنه (بالأخص الذين امتهنوا الكتابة السياسية والتحليلية كوردياً) أن يتناولوا مواقفه وسياسته وتأثيراتها على حزبه إلى جانب ما تناولوه من الحديث عن المشاعر والاحاسيس وصفاته الانسانية الحميدة وقامته العالية، تلك التي لا نختلف عليها مع احد كوننا احد الذين عرفناه و عاشرناه عن قرب لعقود خلت، وإلى حدٍ ما تأثرنا به.
و بما ان للموت وقع فجائعي خاص ومذهل إضافة إلى إننا تربينا على ثقافة (اذكروا محاسن موتاكم) وحرصاً مني كي لا يعتبر احدهم كتابتي هذه بمثابة تشفي بموته المبكر،الذي لا اتمناه لأحد بهذه الفجائية الدراماتيكية  المبكرة، سأحاول ان ابتعد عن الاسلوب الذي عرفت به واعتاد القراء على قراءة مقالاتي التي لها نمط وذو خصوصية تخصني، والتي هي ممنوعة من النشر في اغلب مواقعنا الكوردية "الديمقراطية جداً" و "المستقلة جداً" لكن على طريقتها الخاصة ايضاً جداً.
وكي اكون منصفا تجاه الراحل و صائباً في ما ذهبت إليه بحقه سأورد بعض المفارقات والشقلبات في مواقفه ليقتنع القارئ (وقد لا يقتنع) بان موقفي و تقييمي له مبني على الدلائل الدامغة و الاثباتات القطعية.
تبرير الانقسام بالتهم المفبركة:
لن اعود الى الماضي (مرحلة البارتي) تجنبا للتكرار لما نشرت في مقال سابق لكنني ساتطرق الى المرحلة الصعبة و الخطيرة التي تلت انقسامه الميمون الذي ارتكز على تهم تخوينية لشخص سكريتر البارتي كمال احمد، و ليجعل من الاخير مادة دعائية و تنافسية للمزاحمة من يكون الرقم الاول في الحزب، وفعلا كان له ذلك و اصبح سكرتيرا بعد ان نحر البارتي من الوريد الى الوريد متناسيا بل ومتجاهلا، ودون ان يرف له جفن على الدم الحار لحلبجة الشهيدة. بانقسامه وطلاقه للبارتي بالثلاث كانت الخطوة الاولى بالنسبة له للخروج  من نهج البارتي والانقلاب على البارزانية وخطها القومي التي اثقلت كاهله السياسي كما اثقلت كاهل غيره من قبل، و تحت يافطة من العناوين التضليلية والتشويشية الخادعة (رفض الوصاية) و ( استقلالية كل ساحة) و ( نبذ سياسة المحاور) و (نحن لا نتدخل في شؤون احد و لن نسمح لاحد ان يتدخل في شؤوننا اي من كان)، لكن الايام كشفت المستور و اثبتت ان تهمه المغشوشة و المصنوعة ذاتياً وشعاراته الخلبية و الجذابة لم تكن إلاّ ( كلمة حق يراد بها باطل). ولتكتمل طبخته السياسية والتنظيمية، وتأخذ فعلها الدعائي بين صفوف من تبعوه من المريدين والاتباع من صفوف البارتي كتب في تقريره السياسي المقدم إلى مؤتمره الاستثنائي (بعد الانشقاق عن البارتي) بكل المقاييس ولكي يكون اميناً لما روج عن سكرتير البارتي، وابتعاده من جهة أخرى عن نهج التقدمي وختياره قال بالحرف او اورد مايلي في مجال تقيمه لشخص سكرتير التقدمي وتحليل وضعه السياسي (… بأنه سمسار الأجهزة الأمنية لدى الحركة الكوردية … )، فمن يتمعّن قليلا في اصطفافه السياسي الاستراتيجي خلف نهج الحزب الديمقراطي التقدمي الآن، الذي يعترف سكرتيره عبدالحميد درويش علنا و في ندوات جماهيرية بانه شجاع (يا لها من الشجاعة لا يحسد عليها) وصريح فهو (يذهب الى الفروع الامنية في وضح النهار و امام اعين الجميع و لكن غيره يذهب إليها خلسة في ظلام الليل). ألم يكن مبرر الانقسام لدى الاستاذ اسماعيل ان (كمال باع البارتي بفنجان من القهوة وعن طريق السيد حميد درويش) اين هو ونهجه الآن من هذا الاتهام؟ و لماذا لم تكن نظريته الفيصل في التعامل مع سكرتير التقدمي الذي يعترف على نفسه بكل فخر؟ بل سلم نفسه وحزبه لنهج الاخير و احيانا زاود عليه وخلفه وراءه.
الملاحقة السياسية:
في عام 1994 انتشر الخبر عبر الاثير بنفخات حزبه إن إسماعيل عمر ملاحق ويتوارى عن الأمن. بعد فترة اتضح لقواعد حزبه انه بعينه مرشح الحزب لانتخابات مجلس الشعب السوري و نحن جميعا نعلم آلية الترشيح في سوريا ومن يشرف عليها، طبعا هذه القصة قديمة/جديدة في تاريخ حركتنا السياسية فسكرتير حزبه السيد شيخ آلي كان ايضاً ملاحقاً لما يقارب الربع قرن ولم تستطع الاجهزة الامنية الوصول إليه رغم تنقله الكثير (ربما لارتداءه طاقية الاخفاء)، بعدها انتقلت العدوى الى حزب يكيتي فعضو اللجنة السياسية السيد عبدالباقي يوسف الملاحق و الفار الى كردستان العراق استطاع ان يدخل سوريا و يحضر مؤتمر حزبه(المؤتمر الخامس لحزبه) دون ان تلاحظه الاجهزة الامنية، و الان وصل حبل التسلق إلى النضال لحزب آزادي فالسيد بشار امين عضو اللجنة السياسية يدعي هو الاخر انه ملاحق و لكنه ينتقل من خيمة عزاء الى اخرى.
الالتحاق بالتحالف:
من المعلوم ان التقدمي دخل التحالف قبله( قبل حزب الوحدة) و بشروط ، واستطاع ان يغيّر في البرنامج و النظام الدخلي، اما حزب الوحدة فكانت قائمة شروطه طويلة جدا ونشرت على صفحات جريدته المركزية لكنه دخل (عفواً التحق هرولة) بالتحالف وقبل ما هو قائم دون تغيير. وهذا الدخول كانت بمثابة الصاعقة على اسماع قواعده، ومسألة شروطه النضالية تلك لكي يدخل التحالف لم تكن إلا اوراق صفراء لأجل التفاوض حتى يقبل به الآخرين (جماعة التحالف).
الموحد… الوحدة وصراع أحبة الأمس على الكرسي:
بعدما خبر الراحل كرسي السكرتارية، اولاً لحوالي ستة أشهر بداية انشقاقه عن البارتي، ومن ثم توحده مع جماعة شيخ آلي المناطقية "حزب العمل" (على اعتبار حزب آلي كان محصوراً في منطقة واحدة)، ومن ثم إعلان حزب الوحدة من الموحد ومن الانشقاقات المتتالية لاحزاب كوردية (الاتحاد الشعبي، اليساري) والشغلية بكامل طاقمها (النضالي)، تربع الراحل في كرسي الصدارة، على أمل تداول هذا الكرسي فيما بعد وبشكل منظم بين زعماء الانشقاقات السابقة الذكر، هذا بالاضافة إلى دفع وتيرة النضال عالياً، لكن لا بد وأن يذوب الثلج ويبان المرج، وفي أول محطة تنظيمية رفض الراحل التنازل عن كرسي السكرتارية مما دفع بجماعة الاتحاد الشعبي الانسحاب من الوحدة على اساس الإخلال بشروط العقد المبرم فيما بينهم أبان تشكل الوحدة، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل المسألة اخذت فيما بعد منحى آخر بين رجلي الوحدة (آلي/ إسماعيل) في ربيع عام 2002 عندما رفض الراحل ترشح رفيقه في الحزب لمنصب السكرتير وقاطع اعمال المؤتمر لساعات عدة حتى تم حل العقدة بين الاثنين وانقاذ الحزب من الانشقاق، على أن يكون الراحل رئيساً والآخر سكرتيراً، أي تم تقاسم الكعكة.
الندوة المغدورة:
في إحدى الاستفاقات النضالية للهيئة العامة للتحالف والجبهة  قررت عقد ندوة سياسية بتاريخ 08.08.2005 في القامشلي للفعاليات الاجتماعية الكوردية من المثقفين و الاطباء و المهندسين و المحامين، بعد حضور الجميع الى المكان المقرر يرنّ جوال الراحل فيخرج من الغرفة وثم يعود و يهمس في أذن السيد عبدالحميد درويش، بعدها قام الاخير بالغاء الندوة مبررا حرصهم على سلامة الحضور حينها فهم الجميع أن الاتصال (ربما كان من ……)، فاصّر البعض من الحضور على عقد الندوة ورفضوا الابتزاز الا ان القيادة المنوط بها إدارة الندوة الغتها قسرا. و بقي السؤال قائماً: لماذا الاتصال مع اسماعيل و ليس مع حميد او اي شخص آخر؟ و من كان المتصل؟ وماذا قال المتصل؟ وبماذا وجهه…؟
إعلان دمشق:
بعد تأسيس الإعلان وصدور وثيقته الرسمية انتقدت بعض الاطراف الكوردية الميثاق في نقاط عديدة منها عدم ورود مصطلح (الشعب الكردي) في سوريا كمدخل لإنكار الوجود والحقوق. فسارع احد فطاحل الحزب السيد زردشت محمد عضو اللجنة السياسية يبحث في القواميس السياسية (يبدو انه استفاد من تعليمه المفتوح) ليكتشف لنا اكتشافاً علمياً نادراً قد تصبح إحدى نظريات  علم السياسة الحديث مفاده ( وفقا للقانون الدولي و بخلاف ما هو دارج في برامج الأحزاب العربية و الكردية على السواء لا يجوز الحديث عن اكثر من شعب في دولة واحدة فمن الناحية القانونية تتكوّن الدولة من " أرض – شعب – سلطة سياسية "  الشعب مقولة سياسية تختلف عن مقولة المجتمع فالمجتمع يتألف من قوميات متعددة بينما الشعب جمع من المواطنين الأحرار المتساوون في الحقوق والواجبات في ظل سيادة القانون والدستور وتكتسب الهوية الفعلية من الدولة الوطنية). و الجدير بالذكر انه عقب(فتح العين) هذا الفتح العلمي والسبق الصحفي الكبير، نشرت الجريدة المركزية للحزب هذا الاكتشاف العلمي المذهل المخصص لتدجين العقل الكوردي عربياً والمخصص للقراءة في اورقة اجتماعات منتدى جمال الاتاسي وبعدها لتتوّج بندوة لقيادات الاحزاب و المثقفين في القامشلي.
طبعا سوسلوف الحزب السيد زردشت لم يعترض في كشفه العلمي المبهر على اسم (الجمهورية العربية السورية) على ضوء اكتشافه "المثير للجدل" (العبارة مقتبسة من برنامج لتلفزيون العربية) او على مصطلح (الشعب العربي) او انه لايجوز لاعلان دمشق ان يعتبر (سوريا جزء من الامة العربية) لانه مناقض لكشفه التاريخي الفذ.
العلم الكردي:
في 09.06.2005 نشر موقع روژ آفا نت مقابلة مع الراحل اسماعيل عمر عن تداعيات مظاهرة 05.06 التي نظمها حزبا آزادي و يكيتي على خلفية استشهاد الشيخ محمد معشوق الخزنوي. حيث انتقد الراحل (رفع علم كوردستان في التظاهرة لان ذلك لم يلقى صدا جيدا لدى القوى العربية) .
 في 22.04.1997 نظّم حزب الوحدة رحلة بمناسبة يوم الصحافة الكوردية الى قرية علي بدران. فعلا كانت ناجحة بكل المقاييس من حيث الحضور والتنظيم باعتراف الجميع. اثناء عرض الفرقة الفلكلورية للحزب للرقصات الكردية تحمّس بعض الشباب ورفعوا العلم الكردي فتدخل الرفاق الحزبيين على الفور نازلين العلم بحجة احترام مشاعرالحاضرين من الضيوف العرب، على العكس من رمز الحزب الذي كان يرفرف عاليا. تفهم الشباب الموقف وتجنبوا المشاكل وبينما كنت اتبادل اطراف الحديث مع احد كتابنا لمحت الراحل يستقبل بحفاوة صاحب بدلة عسكرية برتبة لم اتعرف عليها. التفتت الى الكاتب سائلا ومن يكون هذا؟ فأجاب ساخرا :(هذا هو الذي انزل العلم الكردي على شرف حضوره).
المفارقة هنا ان الراحل و حزبه منعا رفع العلم الكردي في سوريا قبل النظام بسنوات حيث أصدر مكتب الامن القومي لحزب البعث الحاكم في نيسان 2008 قرار ينص على ( منع اي تجمع او احتجاج او احتفالات الا بموافقة وزارة الداخلية و منع رفع الاعلام الكردية و تحويل رافعيها الى محكمة امن الدولة بتهمة الخيانة العظمى و اقتطاع جزء من سوريا). بالاضافة الى انه و حزبه سبقوا النظام في منع (التجمعات و الاحتجاجات والمسيرات و لتظاهرات) بعد شطبها من لاحقة اشكال النضال السلمي الوارد في المادة الاولى من البرنامج السياسي للحزب في المؤتمر العام 2005 .والجدير بالذكر انه لم يرفع العلم الكردي على غرار اعلام الجمهورية و شعار الحزب خلال مراسيم الاحتفال بالافراج عن سكرتير الحزب السيد شيخ آلي في 18.02.2007  وكذلك الامر خلال مراسيم دفن الراحل في 19.10.2010.
الموقف من استشهاد الشيخ محمد معشوق الخزنوي:
لخّص الراحل الموقف من استشهاد الشيخ محمد معشوق الخزنوي بـ (استشهاده على الجبهة الاسلامية)، حيث صرح لموقع روج آفا نت بما يلي حرفيا ( و في اعتقادي فـإن نشاطه ضد القوى الارهابية هو الذي تسبب في اغتياله فالانتماء القومي الكوردي-الكوردايتي- ليس خطا أحمر، ولا يقتل احد في سوريا بسبب الكوردايتي). اذا كافأ الراحل ذلك الشيخ الجليل الذي دفع حياته ثمنا لمواقفه الكوردية بهذه العبارات التي تقشعر لها الابدان. لكنه يجزي مفتي جمهورية البعث الشيخ احمد كفتارو بالعبارات التالية في برقية عزاء ( بحزن عميق وأسف شديد تلقينا نبأ رحيل الشيخ الكبير احمد كفتارو ، المفتي العام للجمهورية، الذي يعتبر رحيله خسارة كبيرة لسوريا وشعبها، حيث كان الفقيد الكبير خير نصير للحق ومدافع عن المستضعفين و رافض للظلم بكل أشكاله، و بذلك قد خسرنا به سندا عند الشدائد و معينا عند الململات).
التحالف… التخالف والجلوس على الانقاض:
من المماحكات الناشبة بين طرفي الخلاف في التحالف، البارتي واليساري من جهة، والتقدمي والوحدة من جهة أخرى، نستطيع أن نكّون صورة واضحة عما حصل في أروقة المغدور به (التحالف). المسألة انطلقت من توزيع المهام في التحالف، من يمثل التحالف في إعلان دمشق، من يكون الناطق الرسمي باسم التحالف، ما هي آلية اتخاذ القرار في التحالف، السبل الواجبة اتخاذها حول آلية تعديل وثيقتي التحالف البرنامج السياسي والنظام الداخلي … الخ. تفجر الصراع وكشف المستور للعلن من تطاول ختيار التقدمي على رموز وشخصيات سياسية في كوردستان العراق، وفي تلك المعمعة الدونكيشوتية التحالفية سمعنا وقرأنا بأن الراحل انكر ما نسب إلى سكرتير التقدمي وتفوهه بالبذاءات في اجتماع سياسي من المفروض أن يكون محترماً حتى اتجاه الأعداء، وعلى هذا روج في الوسط الكوردي بأن الراحل كان شاهد زور، وهذه التسمية ألمتنا كثيراً لما وصل إليه الأمر بين ساستنا الفطاحل.
الموقف من النظام:
هل كان الراحل فعلا معارضاً؟ اذا كان كذلك فأين تصريحه بالرد على سكرتير حزبه السيد شيخ آلي عندما صرح امام الملايين على قناة المستقلة الفضائية ( من التجني تحميل سيادة الرئيس مسؤولية سلوكيات الاجهزة الامنية على مستوى القطر)و اضاف ( لكن نحمل مسؤولية التعفسات و العسف الموجود وتصورها بشخص رئيس الجمهورية برأينا هذا خطأ) و اضاف ( انا بقصد وظيفة الاعلام وخاصة المستقلة و غيرها من الفضائيات العربية ما يصورا رئيس الجمهورية عندنا بصورة فرانكو اسبانيا او صدام عراق) ؟
في 31.05.2010 صرح الراحل لقدس برس حول الاخبار التي أشاعتها بعض الاطراف الكردية عن وجود استهداف لهم في سورية، قال عمر ( هذا أمر مبالغ فيه، فالتشدد موجود بحق الجميع في سورية، و لكن بالنسبة للوضع الكردي هناك استهداف لبعض الاكراد السوريين، و هناك جهات عنصرية معنية بشطب المكون الكردي و انهائه في سوريا ) وحينها اثرنا في وجهه عدة استفسارات وأسئلة عبر مقالة تحت عنوان (رئيس حزب الوحدة والشقلبة السياسية )، اذا الحديث يدور عن جهات عنصرية و ليس عن سياسة ممنهجة و منظمة من قبل النظام .
اعتقد مما سبق لا يختلف اثنان (وهناك من سيتخلف معنا حتماً) على ان الراحل كان يملك صفات انسانية حميدة الى جانب مواقف سياسية هي حميدية أكثر من أنها مبدئية.
ودمتم
لقد قام العزيز آزاد محمد برد على ما كتبناه في ذكرى أربعينية الراحل إسماعيل عمر للمتابعة والإطلاع على رده انقر الرابط التالي:
http://www.nasnamame.com/index.php?option=com_content&view=article&id=4263:2010-12-07-09-21-12&catid=41:2009-12-05-07-00-39&Itemid=59

إلى سكرتير ي البارتي

خالد سينو
      
السادة أولياء أمور البارتي عبد الحكيم بشار، نصر الدين إبراهيم وعبد الرحمن آلوجي المحترمون…
ومن بعدكم القابعين التابعين الموالين والغير الموالين لكم في لجانكم المركزية ومكاتبكم السياسية المحترمون…
لكم جميعاً تحية وبعد…
من باب الوفاء لأول تنظيم كوردي رأى النور في 14/6/1957، الذي حمل اسم البارتي الديمقراطي الكوردستاني، والذي تصرون بأنكم تحملون موروثاته والـ DNA خاصته، وتدعون انتم الثلاثة بأنكم تمثلونه سياسياً وتنظيمياً (كلٍ على حدا)، وتحملون صكوكه وأوصوله التأسيسية، لذا نكتب لكم …
جرت العادة أن نكتب إلى الشخص الأول في حزبٍ ما، وشاء القدر، وعلى الأغلب شئتم أنتم، أن يكون للبارتي ثلاثة رؤوس وفروع تنطح بعضها البعض، وتزاحم بعضها على المركز الأول، لهذا ترونا نخاطبكم أنتم الثلاثة مجتمعين متكاتفين متضامين، وإلى حد ما مدانين لما وصل حال البارتي، بغض النظر تزعم كل منكم لأي فرع من فروع البارتي البائسة، أو نسبة تحمل كلٍ منكم مسؤولية ذلك، وهذه تتفاوت من سكرتير إلى آخر.

أعزائي فقهاء البارتي الكرام…
اكتب لكم بعد أن استفحل الأمر وتشتت الشمل ونحر البارتي من الوريد إلى الوريد وتناثر أشلاءه بفعلكم وصراعكم التنظيمي الغير مجدي على البقاء في صدارة التنظيم، في قمة الهرم، وتناسيتم بفعلتكم هذه بأنكم حولتم البارتي من ذاك العملاق السياسي الذي كان يقود العملية السياسية كوردياً في سوريا، وله مساهمات كوردستانية جليلية، إلى مجرد رقم لا لون ولا وزن، لا طعم ولا رائحة له، بل مجرد أسماء لأشباه أحزاب تدور دورتها الاعتيادية لتعود بعد 360 درجة من الدوران حول الذات إلى النقطة التي انطلقت منها، مما أضفى ملل وضجر سياسي أصاب قواعد وجماهير البارتي، لهذا نراكم عراة حفاة سياسياً وتنظيمياً وجماهيرياً.

يقول الكوميديان الامريكي فريد آلن (اللجنة مجموعة من غير المستعدين تم تعيينها من قبل غير الراضين بهدف تنفيذ ما ليس ضروريا) وهو هنا يقصد أي لجنة مكلفة بأية مهام، وحسب قراءتي لواقع أحزابكم ولجانكم المركزية أنها تفعل المستحيل لتحتفظ بمناصبها الخلبية، وأن ما تنجزه على الساحة السياسية الكوردية في سوريا أو الكوردستانية كما كان البارتي يفعل وينجز، أو تنظيمياً من حيث تطور احزابكم وانتشارها بين الجماهير الكوردية، أرى والأصح أنني متأكد من أن لجانكم المركزية (المحترمة) هي مجموعة غير مستعدة البتة في فعل أي شيء من شأنه أن يرفع من سمة وسمعة البارتي التي باتت في الحضيض، أو يعيده إلى دوره المفقود أو المسروق منه بفعلكم وفعلهم، لأنهم ببساطة تم تعيينهم من قبل أشخاص (أعضاء مؤتمريكم) هم بالأصل غير راضين عن الذين يتقدمون ليأخذوا مكان الصدارة في السنوات الأربعة المقبلة بعد المؤتمر، لأن المسألة تكون محسومة قبل المؤتمر، وعلى هذا فنرى كل لجانكم المركزية تقوم بما لايلزم، بما لا ينفع البارتي كمؤسسة حزبية عريقة لها تاريخها الناصع في طرح القضية الكوردية في سوريا سياسياً، لانها ببساطة أن فعلت ما يلزم لرأينا اليوم حزباً واحداً يحمل أسم البارتي، مؤسسة واحدة تدار ديمقراطياً، لا عدة أحزاب تدار بعقلية يا غالب يا مغلوب، بعقلية العشيرة والقبيلة وفي أضيق حالاتها العائلة، وضد من، ضد بعضكم البعض، وحتى لدى بعضكم محاصصة سياسية على مستوى الرؤوس في مكاتبكم السياسية، هذا له كذا تابع، وذاك له كذا مخلص ووفي في القيادة،يقومون بإرسال مسجات (SMS) سياسية وتنظيمية هنا وهناك، بين القاعدة الحزبية، أو في النت الكوردي في مدح معلمه، كما فعل صاحبنا السيد توفيق عبد المجيد في دفاعه عن  سكرتيره العتيد، في رده على أحد الكهنة منتمي إلى ما كان يسمى فيما مضى (الشيوعي السوري) أكثر من دفاعه عن البارتي كحزب عريق يجب إعادة الاعتبار والوحدة له.

يقول عبد الرحمن منيف في روايته ـ  قصة حب مجوسية (قلت لكم ان الخطيئة لا تولد في قلب الانسان. لكن في قلب الصدفة العمياء، في مكان مظلم لايعرف لون الشمس ولا طعم الريح.في تلك البؤرة السوداء اللئيمة تولد الخطيئة) وأنتم يا أعزائي خطيئتكم  ولدت هكذا في تلك البقعة المظلمة السوداء من ذاتكم، تلك الصدفة التي خلتكم تتلمسون بريق ذاك الكرسي الوهمي، كرسي السكرتارية، كرسي القيادة فولدت خطيئة تحطيم وتقسيم وتشتيت شمل البارتي بين عدة رؤوس وفروع وبعض مراكز لقوى تتموضع خلف مصالحها الذاتية والشخصية الآنية على حساب تطور البارتي وانفتاحه وقيادته للعملية السياسية كوردياً منذ انطلاقته الميمونة إلى بداية الثمانينات من القرن الماضي، حيث بدأ البعض غيركم أولاً في التحور والتكور على ذاته معلناً عن لحناً عفريني نشاز خاص به، لينطلق بمعزوفته منفرداً خارج سرب البارتي، ولتبدأ بعدها سلسلة البارتي الخلوية في الانقسام والتوالد بشكل دوري ومنظم على ايقاع ما،  ولتكتمل السلسلة في النصف الثاني من ثمانيات القرن الماضي على يد ممثل (البروليتاريا)، إلى النصف الثاني من تسعيناته حيث الانشقاق الكبير الذي هز البارتي من الإعماق تحت يافطة سياسية تندد بالمفهوم الاستيرادي للشخص الأول في الحزب من خارج ملاك التنظيم، وصولاً إلى مطلع الألفية الثانية الحالي وخروج السيد آلوجي بشكل أجوف من الصفوف وتأسيسه لمملكته الخاصة، والمسألة باعتقادي لن تتوقف إلى هذا الحد إذا لم يتدارك الأمر من قبلكم أنتم الثلاثة ومن معكم من التابعين، وذلك بالتضيحة الذاتية في سبيل مصلحة البارتي.
البارتي وبعد 53 عاماً من التأسيس ليس بقاصر حتى يكون له ثلاثة أوصياء وحوالي 45 قيادي (اغلبهم  أميون سياسياً) على أموره وشؤونه السياسية والتنظيمية، بل هو بحاجة إلى شخصية قوية ذات بعد ثقافي وسياسي واجتماعي وديمقراطي منفتح، يستطيع بتلك الخصال لم شمله وإعادته إلى العملية السياسية كوردياً وكوردستانياً، إن العقم السياسي والتنظيمي المزمن الذي يعاني منه البارتي بفعلكم، لا سبيل إلى معالجته إلا من خلال طريق واحد أوحد تعرفونه وتدركون الطريق إليه (الوحدة)، لكنكم تغضون النظر عنه، تحولون الأبصار إلى اتجاه آخر ليس له علاقة بوضع البارتي وما آل إليه، تحولون الأبصار إلى أمور لا تغني البارتي بل تجعله منغلقاً سياسياً وتنظيمياً كما هو وضعه الآن.
ارتبط اسم البارتي تاريخياً بالواقعية السياسية وطنياً وقومياً، وبتلك الواقعية استطاع  ان ينظم الجماهير الكوردية سياسياً للدفاع عن وجوده القومي المميز في سوريا وقدم تضحيات جمة في مسيرته منذ الانطلاق لكن بافعالكم وافعال من سبقوكم من الذين بدأوا في بناء مجدهم الشخصي انحرف البارتي عن هدفه ومبتغاه، بدأت تتقاذفه الاهواء وتفرغه سياسياً وتنظيمياً وجماهيرياً من أسس الاستمرار والاستقرار في ظل انقلاب موازين القوى لصالح اعداء شعبنا الكوردي.
ايها السادة
وحدة البارتي لا تحل بليالي البالتوك والمواقف الاستعراضية المجانية التي تهدف فقط إلى دغدغة مشاعر البعض واثارة هذا ضد ذاك، وحدة البارتي ليست بحاجة إلى مقالات السجع المليئة بالتشابيه والنكايات وتلاعب بمفرات اللغة العربية، وحدة البارتي بحاجة إلى وقفة جادة اولاً مع الذات والتضحية بالمصالح الشخصية الآنية في سبيل المصلحة القومية للشعب الكودري في كوردستان سوريا، وهذه تكمن في وحدة فصائله السياسية تنظيمياً، وهذه لن تتحقق على أرض الواقع إن لم نرى ذلك يتحقق على الصعيد البارتي اولاً.
البارتي ليس بحاجة إلى تصريحات بالتوكية أو مشاريع خلبية تنبت كالفطور سامة هنا وهناك، هو بحاجة إلى مشروع ورؤية واحدة ستقودكم إليها، هي خطوة واحدة لكن حاسمة يجب ان تتخذ من قبلكم ذاتياً عندما تقتنعون بأن الوحدة أهم منكم كلكم أنتم الثلاثة ومعكم الـ 45 قيادي المصابون بالعطالة السياسية والتنظيمية والثقافية، تلك الخطوة لا تحتاج إلى التفكير والتأني وفرض الشروط الوصايات على هذا وذاك، لان الوحدة والتقدم فيها وتحقيقها هي الشرط الوحيد الذي يجب ان تضعوه نصب أعينكم، هذا أن كانت أعينكم لا زالت تبصر وترى الحقائق والأمور غير الشخصية بعد.
اعزائي
ما كتبناه …
هي رسالة موجزة إليكم قبل الدخول في التفاصيل التفاصيل، وحثييات تشكل وتزعم كل منكم  لفرع من فروع البارتي …
هي كلمة موجزة جداً قبل الدخول إلى عالم ذواتكم التنظيمية والسياسية …
فهل سنلمس منكم استجابة للقيام  بما انتم ممتنعون القيام به، وتقطعون شكنا في نواياكم الوحدوية وتردونا خائبين  عما ظننا فيكم من أمور تختلج في النفس والوجدان.

ودمتم


ملاحظة: مع ان السيد آلي (و المرحوم اسماعيل عمر) ايضاً اسسوا حزبهم الخاص الحالي بعد سلسلة من الانشقاقات المتتالية اولاً من البارتي وفيما بعد من احزاب اخرى ولكن في النهاية الملتزمون معهم (الكوادر الاساسية) الان هم من بقايا الذين خرجوا من عباءة البارتي، ومع ذلك لم نخاطبهم في رسالتنا هذه ، ولم نعتبرهم طرف من أطراف البارتي على أساس انهم قد شقوا وخرجوا من الوصاية البارزانية وتراثه القومي والوطني، وأسسوا لنفسهم خطاً سياسياً يسمونه الاستقلالية السياسية، مع العلم انهم الآن غير مستقلون سياسياً عما يطرحه السيد الابدي وختيار التقدمي.










الاثنين، 13 ديسمبر 2010

رد على سؤال لموقع بنكه

من المهام الاساسية للاحزاب والحركات السياسية النضال من اجل خدمة وحماية شعوبها من الويلات والدمار والضياع والسعي لإيصالها الى بر الامان والعمل على تطورها والبحث عن افضل السبل لتأمين حياة حرة سعيدة خالية من الشوائب  الاضطرابات . لذا اتبعت هذه الاحزاب والحركات اساليب وطرق مختلفة للوصول الى اهدافها التي اسست من اجلها اساسا - منها اساليب توافقية تجميعية رضائية ------ منها اساليب تنافسية عملية وفق القدرة والقوة على اساس من يقدم الاكثر ------ منها استبدادية شمولية كما هوالحال لدى النظام السوري في قمع وارهاب الوطن والمواطن .
 ولايخفى بان الاساليب التنافسية اثبتت جدارتها وصوابها وفق تجارب الشعوب بدءا من الدولة الجارة إسرائيل ومرورا باوروبا وانتهاءا بأمريكا وكندا .
لذا هنا  يكمن السؤال الاهم
- ما هي الحالة المناسبة والمطابقة للمشهد السياسي الكردي في سورية .؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خالد سينو

(كل حزب ينظر بشكل سامي إلى اهدافه الاساسية )

اعتقد بان الشرط الاساسي للقول بان هذه الصيغة او تلك مناسبة لجمع الاحزاب الكوردية في سوريا ضمن إطار ما، واسس ذاك الإطار المنشود من الناحية السياسية والتنظيمية،  يتعلق بمسألتين اساسيتين:
الاولى: الايمان بلغة الحوار وتقبل الاخر كما هو ليس كما نتمنى نحن.
الثاني: الايمان بالمفهوم الديمقراطي للعملية السياسية والحزبية ليس فقط بين التنظيمات المختلفة وحسب بل ضمن التنظيم الواحد ايضاً.

عند النظر الى بنية الاحزاب الكوردية السورية سياسياً وتنظيمياً وربطهما  بالعاملين السابقين سنخرج بنتيجة غير مرضية، هي ليست لصالح تلك (الاحزاب) على مختلف مشاربها السياسية والفكرية او النضالية، وذلك لابتعاد تلك الاحزاب بالمجمل عن العاملين المذكورين سابقاً كوسيلة بناءة لتفعيل الديمقراطية الداخلية داخل الحزب نفسه، وعلى صعيد العلاقة الثنائية ايضاً فيما بين الاحزاب الكوردية نفسها او ضمن الاطر المقامة حالياً (لجنة التنسيق، التحالف بشقيه، الجبهة واخيراً المجلس السياسي)، ومن جهة أخرى ومن خلال التجربة العملية ومنذ انطلاقة  اول تنظيم كوردي في سوريا كان هناك غياب شبه كامل للفهم الديمقراطي للسياسة، وهذا انعكس بشكل سلبي جداً على تطور تلك تلك الاحزاب من ناحية تحقيقها لشروط نشوء وتطور الاحزاب الديمقراطي والسياسي التي تلبي طموحات وآمال الجماهير الكودرية.
وعلى هذا اعتقد بأن السؤال فيه خلل ما من ناحية الطرح وربط تلك الاهداف (من المهام الاساسية للاحزاب والحركات السياسية النضال من اجل خدمة وحماية شعوبها من الويلات والدمار والضياع والسعي لإيصالها الى بر الامان والعمل على تطورها والبحث عن افضل السبل لتأمين حياة حرة سعيدة …… ) مع الاحزاب الكوردية وكان الاصح الطرح برأيي مدى تحقيق الاحزاب الكوردية لمفهوم الحزب السياسي الحديث القائم على بنية سياسية ديمقراطية وبأسس فكرية قد تكون خاصة في بعض جوانبها بالشعب الكوردي وخصائصه القومية والسياسية والاجتماعية وحتى الاضطهادية المتنوعة بتنوع تسلط الحكام.
فمن خلال التجربة الحزبية الكوردية لقد استخدمت (الاحزاب) الكوردية بالرغم من هشاشتها السياسية والتنظيمية والديمقراطية من قبل القيادات والكوادر الحزبية متقدمة في المحافظة على مكانتها القيادية والسياسية بغض النظر عن تحقيق اهدافها السياسية والثقافية المدرجة في برامجها التي بقيت نظرية في مجملها، بل كانت هذه الاحزاب وبشكل متفاوت إداة بيد القيادات الكوردية لاستمرار ديموميتها الشخصية في الوسط السياسي الكوردي والوطني السوري بغض النظر ما يؤول إليه وضع الاحزاب من الضعف والوهن وتراجع الدور السياسي والتنظيمي والجماهيري نتيجة التسلط الفردي مما يؤدي الى الانشقاق والانقسام بشكل دوري، وبالتالي تخلفها السياسي والفكري والتنظيمي والحضاري وعدم تحقيقها لشرط الحزب السياسي.
وعلى هذا ارى بالمجمل بان (الاحزاب) الكوردية في سوريا لا  بد بداية من تحقيق تطورها السياسي والتنظيمي نحو مفهوم الحزب الخاضع للعملية الديمقراطية وترسيخ اسسها في الحزب ووبنيته ولو بشكل نسبي، وتحررها من سلطة كرسي القيادة، عندها نستطيع التحدث عن هذه الصيغة او تلك المناسبة للم الشمل. بدون ذاك التطور مهما حاولت تلك (الاحزاب) وقياداتها الميمونة السعي للم الشمل لا بد وتأتي ساعة الفراق الغير ديمقراطية كما حصل فيما مضى، التحالف بنسخته الاولى والثانية، الجبهة المعطلة سياسياً وتنظيمياً، لجنة التنسيق التي لم تستطع التنسيق فيما بينها، واخيراً المجلس السياسي الذي لا ارى فيه ما يوحي بأن يكون له مستقبل افضل من الإطارات السابقة.





زغرودة … نافند تختتم اعمال مؤتمرها الثالث بنجاح

خالد سينو

على مدار ثلاثة ايام بلياليها كاملة غير ناقصة، عقد (المركز الوطني الكوردي في سوريا) مؤتمرها الثالث بنجاح تصويري باهر ومنقطع النظير، وبمناقشات فانتازية تذكرنا بمسلسلات المخرج السوري نجدة انزور الأولى (الجوارح وما تلتها من نفس السلسلة)، وتعيد دورتها النقاشية باسلوب بيزنطي  للمرة الالف … الفان  … ثلاثة آلاف ……… وبنفس المصطلحات والمماحكات والنتائج، وعلى انغام برقيات التهنئة من سكرتيري احزاب المناسبات، ونتف من منظمات لاحزاب تدعي انها موجودة على الساحة الاوروبية، وبعض من الشخصيات فيهم من نكن له الاحترام.

حيث قدمت اللجنة الإدارية السابقة التي انتخبت من المؤتمر الثاني للمركز المذكور (لكنها حلت فيما بعد بقرار من الذين انتخبوها وفي شبه اجتماع استثنائي) ورقتها المعنونة بـ ” من حق شعبنا أن ينعم بالحرية كبقية شعوب العالم...“  للمؤتمرين الميامين، للمناقشة وابداء الرأي، كما قدمت عرض (مسهب) عن اعمالها  التي لم تنجز منها اي شيء يذكر على الصعيد العملي او النظري بين المؤتمرين لانها ببساطة لم تكلف باية اعمال بداية وحلت فيما سبق.
لنلقي نظرة على البيان والمؤتمر والمركز الميمون، لقد ورد في البيان (تقييم المرحلة السابقة من عمل ونضال ـ المركز الوطني الكوردي ـ ……) أعلاه يذكرني بقصة كان يرويها احد القيادات الكوردية عن أحد كوادر حزبه المناضل، فعند تقييم كل الكوادر لاعمالهم ونشاطهم ومصاريفهم بين الاجتماعين، اول ما يبدأ ذاك الكادر باستعراض عمله كان يقول المصاريف هي كذا وكذا لكن المهمةالفلانية لم تنجز بسبب …… والأخرى لم تكتمل بسبب…… والاخيرة لم يسعفني الوقت للقيام بها، وحال نافند على حسب علمي ومعلوماتي هو كحال ذاك الكادر الحزبي الغير مفعّل نشاطياً ونضالياً الذي لم ينجز اية مهام اناطت بنفسها، لكن مع ذلك يصر المركز بين الفينة وأخرى على تذكيرنا بوجودها وها هي تعقد مؤتمرها الثالث، بنفس الوجود والاشخاص الذين يحاولون ان يكونوا في مركز الصورة، وبنفس الضحكة الباهتة والزي الانيق امام الكاميرا، لكن هذه المرة بمرافقة ومصاحبة برقيات تهنئة من لدن احزاب، منظمات، شخصيات، فعلها النشاطي والسياسي يشوبه تشويش كبير ومعطل منذا أمد غير قريب.
من حقنا التساءل عن اية انجازات او تحقيقيات او نشاطات او دراسات او خلل يتحدث البيان الميمون، وعن اي تقييم لعمل لجنة إدارية لم تكن بالاصل موجودة على ارض الواقع، لم يكلفها أحد للقيام باي نشاط او عمل يذكر أو حتى اجتماع للجنتها الإدارية، هي كانت لغايات تنظيمية وسياسية تخص احد الاطراف المبادر إلى إعلانه، وعند انتفاء تلك غايات في مرحلة ما اتخذ قرار بحل المركز ولجنته، لكن لغايات أخرى قد تكون خاصة بأجنة حزبية داخل هيئة العمل تم تفعيل المركز مؤخراً انترنيتاً، ومن ثم المسارعة إلى عقد اجتماع طويل جداً وتسميته مؤتمراً، لكي يكون شوكة في عيون البعض من الهيئة، على خلفية اتخاذ قرار سياسي وتنظيمي في الهيئة يعتبر نافند خارج ملاكها.
يقول الكاتب والمسرحي والشاعر الانكليزي بن جونسون "اللغة هي أكثر ما يُظهر المرء، فلتتكلم حتى أراك" ونحن مع بعض التحوير نقول الفعل النشاطي والسياسي هما اكثر تعبيراً عن وجود هذه المنظمة او تلك الجمعية أو ذاك المركز، فلتناضلوا لكي نستطيع ان نتلمسكم من عدمه، ونافند وعلى مدى ثلاث مؤتمرات معرمرة كل مؤتمر ينطح الآخر ويمتد على مدى ثلاثة ايام بلياليها كاملة (72 ساعة يعني 4320 دقيقة يعني 259200 ثانية)، ومنذ ثلاث سنوات لم نتلمس منها اي نشاط يذكر يليق بالاسم الذي انتحله(المركز الوطني الكوردي) وبالبرنامج الذي التزمت به في البدء، سوى انتساب إلى هيئة العمل وبأجندة وحسابات حزبية وشخصية في منحاها الآخر، ومن ثم مقابلة تلفزيونية تنظيرية جوفاء ياليتها لم تتم سمعنا فيها عجب العجائب من ناحية تصوراتها السياسية والتي تمحورت على لسانها ممثليها الاثنين في تلك المقابلة الدونكيشوتية، بأن تكون نافند تلك الهيئة الجامعة اللامة لاطياف الحراك السياسي الكوردي في اوروبا (بالطبع الكورد السوريين)، وبعض بيانات انترنيتة هنا  وهناك وبمناسبات متفرقة متناثرة على مدى ثلاث سنوات من عمرها.

وعليه من حقنا الاستفسار من القائمين على نافند حول النقاط التالية:
·        على مدى ثلاثة ايام، ماذا ناقشتم؟ ماذا اقررتم؟ ماذا قيمتم؟ اعزائي انها ثلاثة ايام بلياليها،
 الحزب الحاكم في المانيا CDUلا يحتاج إلى تلك المدة ليعقد مؤتمره، وهو حزب يحكم المانيا أكبر دولة اوروبية سياسياً واقتصادياً وبشرياً.
·        توضيحات بخصوص الاسم "المركز الوطني الكوردي" حيث لا هو جمعية ولا حزب ولا مركز دراسات، فما المقصود بالاسم وإلى ما يهدف وما هو الهدف المأمول منه، بمعنى آخر ما هو بطاقة تعريف المركز[1]، هي غائبة عنا.
·        بعد التعريف بالاسم، ما هي امكانات المركز تنظيمياً وسياسياً وإعلامياً ومالياً، ونحن لا نريد ان تستعرضوا لنا جردة حساب في كل مجالات السابقة،لكن كرؤية نستطيع استشفاف إمكانات المركز الميمون.
·        ماذا قدم المركز بعد ثلاث سنوات من إعلانه وثلاث مؤتمرات تنطح مؤتمرات الاحزاب الكبرى من حيث مدة انعقاده (ثلاثة ايام).
·        إذا قدم المركز فيما مضى شيء ما، هل لنا الاستفسار عنه؟
1)     هل كان على مستوى الشخصي حيث استفاد البعض لتحسين وتلميع وضعه وصورته سياسياً وتنظيمياً بغض النظر عن النتائج المرجوة على مستوى العام.
2)     أم كان ما قدمه المركز على المستوى العام الكودري، في حال الايجاب بنعم نرجو توضيح هذه النقطة مع الاخذ بعين اعتبار الانضمام إلى هيئة العمل المشترك ليس بالفعل السوبرماني واعتباره كانجاز للمركز.
3)     أم كانت الفائدة من اعلان المركز على المستوى الحزبي.

  • إذا كان فيما مضى وعلى مدى ثلاث سنوات منذ المؤتمر الاول للمركز هناك قصور  في عمل المركز، ماذا قدم المؤتمر الأخير من حلول وطرق لمعالجة مواضع الخلل السابقة والارتقاء بها، بمعنى ما هو رؤية المركز الميمون للفترة القادمة كخطوات عملية، كإمكانات سياسية، تنظيمية، مالية…الخ.


ودمتم


[1] من وجهة نظري المركز للآن هو شريط سينمائي (فلم) في نسخته او سلسلته الثالثة (مؤتمره الثالث) رديء للغاية من حيث الاخراج والموضوع والموسيقى المرفقة وبطله فاشل على اكثر من صعيد وحدث، ففريق السلسلة الثالثة هم:
الممثلون: لفيف من الشخصيات ذات انتماءات سياسية مختلفة.
البطولة: البعض من ممثلي منظمة ألمانيا لـ يكيتي الكوردي في سوريا.
الأخراج: البعض من ممثلي منظمة ألمانيا لـ يكيتي الكوردي في سوريا.
الموسيقة التصويرية: على ايقاع برقيات لبعض سكرتيري احزاب وشخصيات سياسية كوردية.
تكاليف الانتاج: بشكل مشترك تحمله الحضور وحسب الظهور والدور.
ملاحظة على الهامش: بالنسبة لطاقم الاخراج والبطولة سبق ان اخرج فلم توحيد منظمتي المانيا لحزب يكيتي الكوردي في سوريا، لكن الفلم فشل فشلاً ذريعاً ولم ينل اية جوائز في مسابقة النضال السياسي على الساحة الالمانية او الاوروبية.

في رد لسؤال من موقع بنكه

ماهي الاسباب الكامنة وراء التشرزم والتشتت والانقسامات الانشطارية  التي عاشت و تعيشها الحركة الحزبية الكردية في سورية    ؟؟؟
وما العوائق التي تمنع تقارب وتوحيد القوى والاحزاب المتقاربة سياسيا وتنظيميا  .........وفكريا . ؟؟؟؟
----  ----    -----    -----  -----  ---- ---- ----- ----- ----- ------ -----
آزاد حمه

هي مسألة شائكة وذات شجون، من السهل علينا ان نجلس ونكتب رأينا وبنقرة ماوس نرسلها إلى مختلف المواقع، ومن السهل علينا تحليل كل المعطيات التي افرزت هذا الواقع المر، لا وبل الخروج بنتائج سنحلف اغلظ الايمان انها الحل الناجع لهذا الواقع المتشرذم، كما من البساطة القول بأن هذه الظاهرة إلى حدِ ما صحية وها هي المجتمعات المختلفة المتخلفة والمتحضرة على حد سواء تعاني منها، لكن ننسى ونحن نخط هذه الكلمات  بأننا وبنسبة كبيرة ساهمنا في خلق هذا الواقع لاسباب قد لا تكون سوى شخصية منفعية وجاهية، تبتعد كل البعد عن الفكر والنضال والايدولوجيا. ننسى أننا وعلى مختلف المستويات كنا بيادق ذاك التشرذم والتشتت، كنا عساكر ذاك القيادي والسكرتير لبناء مجده الشخصي (الوهمي) على حساب واقعنا القومي ومتطلبات النضال السياسي والتنظيمي.
المسألة لا تعود إلى التخلف السياسي او الاجتماعي أو الثقافي (وإن كان لهذه المعطيات دور ما) بل أغلب الانشقاقات كانت افتعالية من قبل هذا او ذاك للحفاظ على وجوده ومجده الشخصي، كانت ردة الفعل الاساسية على فقدان الدور في الهرم الحزبي، والحالة هذه كانت تستلزم لاستمرارية الدور العزف على وتر الخلافات السياسية، النضالية، الثورية، التقدمية، الإيدولوجية، الالتزامية(نسبة إلى الالتزام بالماركسية اللينينية)، وفي لحظة ما يتم تفجير الصاعق لتتبعثر حبات المسبحة في كل الاتجاهات، لتنسى القضية وتنسج حكايات وقصص على رفاق الأمس وحلفاء الغد القريب (بعد ان تستدب الأمور).
بالمختصر الاسباب شخصية منصبية في الـ 90% منها، بالنسبة لي لا ارى غير ذلك، ولنستعرض أمثلة معينة.
·        ما هو الخلاف بين ما يمثله السيد خير الدين مراد والسيد محمد موسى.
·        ما هو الخلاف الذي يجعل من السيد عبد الحميد درويش لا يتحد مع السيدين عزيز داوود وطاهر سفوك.
·        ما هو الخلاف الذي يجعل من السيد عبد الحكيم بشار ان لا يكون على على وفاق مع السيد نصر الدين ابراهيم والسيد آلوجي.
·        ما هو الخلاف الذي يجعل السيد فؤاد عليكو على القطيعة مع السيد اسماعيل عمر أو السيد اسماعيل عمر مع اطراف البارتي الاخرى.
·        ما هو الخلاف الذي يجعل السيد جمال محمود من ان لا يندمج  مع أطراف البارتي معاً.
·        ما هو الخلاف الذي يدفع بالسيد عبد الحميد درويش في نحي السيد فيصل يوسف من قمة الهرم الحزبي بجرة قلم والتنكر لكل دور قام به المذكور على مدى تاريخه السياسي والتنظمي اتجاه التقدمي.
كلها امور شخصية لا تمت إلى الخلاف السياسي أو النضالي بصلة، يضاف إلى ذلك الضعف الشديد أو الانعدام للديمقراطية الحزبية / السياسية، لأن الفعل الانقسامي الحزبي برز واتسع وتشتت الصف في غياب لتلك الأسس الناظمة لبنية الاحزاب الداخلية وتطورها على مختلف مشاربها واتجاهاتها، والحالة هذه كانت لها اثر في بناء الولاءات الشخصية التابعية داخل الاحزاب، الولاء يكون للشخص وليس للسياسة والفكر والنضال.
كما  أن أولى ضربة تلقتها الحركة ومن جرائها فقدت بوصلتها السياسية عندما لم تتقبل الواقعية السياسية التي طرحها صاحب الفكر النير المرحوم نورالدين زازا، لانها كانت تعني سحب البساط من تحت أقدام البعض الذين ينتفي وجودهم السياسي والتنظيمي في جو سياسي ديمقراطي تتفاعل فيها الآراء والمواقف ديمقراطياً، بدلاً من الصراع الشخصي والعزف على وتر التنازالات التي تخون الآخر في جواً مشحون ومتوتر سياسياً وتنظيمياً.
الآفاق والحلول هي سهلة وصعبة في آن واحد، على المبدأ السهل الممتنع.
هي سهلة من ناحية أن جميع الفصائل لها رؤية سياسية متقاربة سياسياً لحل القضية الكوردية في سوريا، ونظرتها لواقع المجتمع السوري والحلول المقترحة من قبلها لمعالجة هذا الواقع المزري، يكفينا الرجوع إلى الوثائق الأساسية التي اقرتها تلك الأحزاب في مؤتمراتها لنرى مدى التقارب أو الانسجام التام لأغلب الأطراف الحركة.
والمهمة صعبة من الناحية التنظيمية الشكلية والحسابات الشخصية لدى هذا السكرتير او القيادي المتربع على عرشه الرملي التي لها مفاعيل أساسية وكلمة الفصل في الاتحاد والوحدة. لدى الكوردي التنظيم ، قمة الهرم الحزبي لها الأولوية على حساب السياسة والفكر والنضال، وعندما تقلب معادلة النضال تلك تصبح عملية ايجاد صيغة جامعة أو وحدة بين طرفين او ثلاثة أطراف اصعب من اثبات نظرية كيفية نشوء الكون.
ودمتم

عزيزي السيد فؤاد عليكو المحترم

خالد سينو
 سلام وتحية من أرض أوتو فون بسمارك…

قرأنا مقابلتك المنشورة في موقع إيلاف الإلكتروني بتاريخ 28.06.2010 مرات عدة لعلنا وعسى نكتشف الجديد في شخصكم ونهج حزبكم (المقاوم والممانع)، لكن تلك القراءات من قبلنا باءت بالفشل الذريع ، ولم نستطع الخروج بنتيجة إيجابية تصب في مصلحتك أو مصلحة شعبنا الكوردي في سوريا، أو اكتشاف الجديد سياسياً في جعبتك، وبدأت اتساءل، أين يكمن السبب؟ هل في قراءاتي التي ربما لم ترتقي إلى مستوى فكرك ونهجك (المقاوم والممانع) وسياستك الغوبلزية؟ أم العلة تكمن فيك وفي لغتك السياسية الاتهامية التي عفى عليها الزمن والدهر؟ أم في تلك النزعة التي غُرست في شخصيتك وبدأت تتوهم بأنك وحزبك النجم المركز والآخرين كواكب سيارة تابعة يدورون في فلك سياستك؟  أم أن المسألة برمته فرقعة إعلامية (المقابلة) لتكون انت في المركز بعد أن اخليت كرسي السكرتارية للسيد إسماعيل حمه لأن القرعة الديمقراطية في حزبكم اعطته ذاك الكرسي…؟
قد تتعدد الاسباب والشروح ولكن النتيجة من وجهة نظري الخاصة جداً جداً هي واحدة لا تتغير، أنك تحاول نسج خيوط بنول قديم جداً عفى عليه الزمن فيه الكثير من المسامير النافرة والعيوب هي كفيلة بتقطيع كل الخيوط الداخلة والخارجة من نولك، تجتهد كثيراً لتبدو ذاك السياسي الاستثنائي الديمقراطي في ذاك الوسط الكوردي المشتت، لكن اجتهادك يذهب ادراج الرياح، يصطدم بلعبة التبادل الكراسي في قيادة يكيتي، تلك اللعبة التي صدقت أنها مسألة ديمقراطية سياسياً وتنظيمياً وتريدنا أن نصدقك ونصفق لك ولديمقراطيتك العجيبة بملء أكفنا ونحملك على الأكتاف لنجعل منك ومن تتبادل معهم كرسي السكرتير بشكل دوروي آلهة ديمقراطية القرن الواحد والعشرين كوردياً، وبأنكم من فهمتم الديمقراطية على أكمل وجه.
عزيزي السيد فؤاد المحترم…
يقولون أن النعامة عندما تحس بالخطر تقوم بدفن رأسها في التراب لاعتقادها بأن عدم رؤيتها للخطر سيزول ولن تمس بسوء، وانت بقولك بأنه ليس هناك من التشرذم ولا تململ في منظمات حزبكم في أوروبا تريدنا أن نصدقك، عجباً منكم، ماذا تسمي تلك الفروع المنتشرة في اغلب بلدان أوروبا تحت اسم منظمة حزب يكيتي الكوردستاني في … ألمانيا/ نمسا / قبرص/ بريطانيا/ ايرلندا/ … والحبل على الجرار، ماذا تسمي تلك الكونفراسات التي عقدت بتتالي في تلك البلدان وبحضور ملفت للنظر؟ ماذا تسمي تلك البيانات التي تحمل توقيع منظمة حزب يكيتي الكوردستاني في كذا مناسبة وحدث …؟ ماذا تسمي تلك الفعاليات النشاطية الموقعة باسمهم؟ ماذا تسمي ذاك النشاط المكوكي لقيادة أوروبا لتك المنظمة، المسألة ليست في دفاع عن هؤلاء (المتمردين) من وجهة نظرك، انا ابعد منك عنهم سياسياً وفكرياً لانهم ببساطة تربوا في حضنك وحضن الرعيل الذين خرجوا من تحت وصاية سيدكم الأول السيد صلاح بدر الدين، وقد استمدوا منك ومن معلمهم الأول السيد بدر الدين تلك اللهجة الاتهامية في تسويد صفحة وتاريخ الآخرين،  رضعوا أسلوب اتهام الآخرين وتخوينهم مرة يميناً ومرة يساراً ومرة ضد بعضهم بعضاً أن لم يجدوا من يتحرشوا به، تربوا كيف يقصفون عشوائياً على كل من يخالفهم سياسياً أو على رفاق أمسهم، تلك اللغة بنت مجدكم ومجدهم الحزبي ولن أقول السياسي، لان المجد السياسي يبنى بعيداً عن هذا السلوك التخويني والأتهامي والانقسامي والتشرذمي، المجد السياسي يبنى بالحب والإخلاص واحترام الآخر، والأخلاص للقضية أكثر من أخلاص للمصالح الشخصية الآنية.
عزيزي السكرتير المقبل …
لن استعرض تاريخك الذي بدأ في غفلة من الزمن بدخولك لمجلس الشعب السوري مع السيدين المرحوم كمال أحمد سكرتير البارتي آنذاك، وعبد الحميد درويش السكرتير الأبدي للتقدمي، لكن استذكار بعض المحطات الآساسية تفيدنا وتفيد القراء في تكوين صورة عن نضالك:
  • حزبياً عملت مع معلم الانشقاقات والاتهامات الأول بدون منازع السيد صلاح بدرالدين، دافعت عنه، عن وجوده في لبنان، عن فلسطينيته، عن اتصالاته الغير الشرعية في كل الاتجاهات، عن غربته سياسياً وتنظيمياً عن الاتحاد الشعبي، تصديت ومعك كل الذين  الآن في حزب يكيتي الكوردي سياسياً وتنظيمياً للذين حاولوا الوقوف في وجه أمين عامكم المبجل، لا وبل سودت صفحة الآخرين في دفاعكم المستميت عنه وعن أفكاره ونضاله السياسي في لبنان.
  • قبل الواقعة المجلسية (انتخابات مجلس الشعب عام 1990) كنت عضواً اكثر من عادي في قيادة حزبك (المقدام) الاتحاد الشعبي، بمعنى آخر كان هناك أكثر من أسم يلتمع في سماء ذاك الحزب ومنهم السادة مصطفى جمعة/ جلال شيخ بكر Bavê Rojîn / سامي و كان سكرتير الحزب آنذاك، مصطفى عثمان المراسل المكوكي بين قيادة الاتحاد الشعبي وأمينه العام السيد صلاح بدرالدين/ مشعل تمو/ بشار أمين الذي كان يخوض نضالاً لا هوادة فيها ويحلم يوماً ان يصبح سكرتيراً للاتحاد الشعبي/ رفيقك المسجون الآن حسن صالح …الخ حقيقة كنت في أسفل القائمة، ولم تكن رقماً في سلسلة قيادة الاتحاد الشعبي، لم تثر أية مخاوف لدى تلك الأسماء اللامعة في سماء تنظيمكم.
  • اثناء الواقعة المجلسية كل الاسماء التي ذكرتها لكم لم يخطر في بال أي منهم بأن الحكومة السورية ستسمح للقائمة الكوردية أن تنجح، الكل ضنوا أن المسألة برمتها ساعات معدودة في اليوم الأول وستنتهي اللعبة الديمقراطية السورية، وعلى هذا الأساس تم اختيارك من قبل الاتحاد الشعبي لتكون الحصان الخاسر في سباق الديمقراطية السورية العرجاء، وصدقاً لو أن السادة مشعل التمو أو حسن صالح أو بشار أمين (على اعتبار أن هؤلاء من تنظيم الجزيرة) عرفوا مسبقاً بأن الديمقراطية السورية ستفعلها هذه المرة وتترك هامشاً، لتقاتلوا على الترشيح والتمسك بشخصهم ولوجدت نفسك خارج تلك اللعبة برمتها، لأنك بالنسبة لهم آنذاك كنت بدون حول وقوة وسند تنظيمياً وسياسياً.
  • في غمار الواقعة المجلسية مسألة إقرار اسم السيدين المرحوم كمال أحمد درويش وعبد الحميد درويش حسما مبكراً، والمفاوضات الماراثونية لاجل الأسم الثالث  لم يطرح في البداية اسمك، حيث كان مطروحاً أسم السيد صالح عمر رفيق السيد اسماعيل عمر المنشق عن البارتي، لكن الأطراف اعترضت على أساس المذكور يمثل ايضاً البارتي، فكان اسمك كحل وسط آنذاك تم القبول بك على اعتبار انك ستمثل سياسياً السادة اسماعيل عمر وشيخ آلي (أحد الأصدقاء من حزب الوحدة صحح لي أسمه من آري إلى آلي) وخير الدين مراد وآخرين، وهذا الأخير ندم كثيراً فيما بعد، بعد تأكد فوز القائمة الكوردية وصرح آبان الانتخابات عام 1994 بأنه تنازل مرة ولن يكررها ثانية ظناً منه أن هذه المرة سيكون له حصة في كعكة مجلس الشعب السوري، لكن كل الظنون خابت ولم تفعلها الطفرة السورية مرة أخرى.
  • في سنوات عضويتك في مجلس الشعب السوري وبشهادة الذين كانوا معك في ذاك المجلس التعيس، كيف كنت تقلب الحقائق والأمور في أكثر من واقعة وحدث لتحولها بأسلوب غوبلزي إلى أنها معاركك الثورية في إعلاء الشأن الكوردي داخل أروقة المجلس الشعب السوري، الأمثلة عديدة لنذكر على سبيل المثال بادرة السيدين كمال احمد وعبد الحميد درويش في جمع تواقيع من أعضاء المجلس لتكوين النصاب القانوني لأجل أدراج قضية المجردين من الجنسية للمناقشة في المجلس، وطرح الاتصال مع أعضاء المجلس المستقلين وبعض أعضاء احزاب الجبهة لاجل ذلك، هذه البادرة لم يكن بمسعاك أو ببادرة منك، لكننا سمعنا بشكل شخصي منك في إحدى ندواتك المقامة في الهواء الطلق في القامشلي بأنك هو المغوار الذي عمل في هذا الاتجاه، وبأنك من توقظ السيدين الآخرين من سباتهم المجلسي وتحرضهم على العمل الكوردياتي داخل المجلس السوري.
  • في سنوات المجلس بداية تسعينات القرن الماضي بعد أن قوي عودك واكتسبت شجاعة لا اعرف مصدرها وبالاتفاق مع آخرين خارج الاتحاد الشعبي وهم طاقم حزب الموحد المشكل حديثاً والسيد شرنخي من حزب اليساري المغلوب على أمره وثلة من حزب الشغليةالكوردية، اعلنت ومعك البعض من الاتحاد الشعبي التمرد على المعلم الأول والأمين الأول وولي نعمة الاتحاد الشعبي السيد صلاح بدرالدين، تريدون قلب الطاولة في وجهه، واسقاطه بالضربة القاضية، وبدأتم بأخراج الأوراق المتعفنة وسيلتكم في ذاك الصراع الغير الشريف من الدروج الصدأة، تلك العدة التي حاربتم بها سيدكم الأول، تلك الأوراق الصدأة عدة سيدكم في التنقل هنا وهناك (صورة عن جواز سفر عراقي للسيد الأول) لم تنفعكم في تلك المعركة الخائبة لأن الغاية والوسيلة كانت ميكيافيلية.
  • بعد واقعتكم الاتحاد الشعبية شكلتم مع الآخرين السابقي الذكر ما يسمى حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا ـ يكيتي ـ وكفاتحة نضالية (قبل ألتئام الشمل في حزب واحد) وزعتم بياناً سياسياً في ذكرى الإحصاء المشؤوم ومن جرائها اعتقل العشرات من رفاقكم، ولكن الملفت في تلك الاعتقالات أنهم كانوا من القواعد الحزبية البريئة الغير مسؤولة عن إقرار وأصدار ذاك البيان. ولم يطل الأمر بك وبشلة الاتحاد الشعبي ضمن صفوف الوحدة وأعلنتم تمرداً آخر  في الظاهر كان من أجل تصعيد النضال الاحتجاجي ضد سلطة القمع السورية، وفي الباطن وحقيقة الأمر المسألة كانت من أجل تدوير ذاك الكرسي اللعين (سكرتير الحزب) الذي بدا بأن سيد حزب الوحدة أخذ راحته في الجلوس عليه وهو على غير الاستعداد للتنازل عنه تحت أية ظروف كانت.
  • بعد فراقك عن الوحدة لم نرى منك أي نضال احتجاجي مميز تميزك وتميز حزبك يكيتي الكوردي في سوريا إلا زرع الشكوك والفرقة في الصفوف الكوردية، وذلك بإعادة استعمال وأنتاج لغة الاتهامات التخوينية بحق الأحزاب والبعض كانوا بالامس القريب في خندقك الحزبي، ذاك هو يمني (راجع نص مقابلتك)، وذاك هو وسطي مساوم، وذاك هو متخاذل متراجع عن آساليب النضال الاحتجاجية. أنت بصفتك الشخصية ومن وراءكم حزبكم (المقدام) من يتحمل المسؤولية الكاملة في إعادة أنتاج ونشر لغة الستينات والسبعينات من القرن الماضي من جديد بين صفوف الحركة الكوردية وكوادرها السياسية، تلك اللغة التي تزرع الفرقة والتنافر بين الكل وذلك من جراء الاتهامات التي تمس وطنية هذا أو ذاك وقولك بحق رفاق أمسك هذا ( وقد تمكن هؤلاء للأسف الحصول على بعض المعلومات أغلبها مشوهة من الداخل من بعض الرفاق عن المؤتمر، أثاروا من خلالها تلك الزوبعة الإنترنتية، أعتقد كان من نتائجها المباشرة وتداعياتها اعتقال عدد من قيادات الحزب") هو خير مثال على العقلية التي تسيرك سياسياً والتي تنتمي إلى تلك الحقبة المقيتة من تاريخ الحركة الكوردية في سوريا، وهذا اتهام واضح وصريح بتخوين هؤلاء.
  • وها هو حزبكم (المقدام) لم يستطع الحفاظ على وحدته السياسية والتنظيمية، ومهما حاولت استصغار ما حدث في المؤتمر وما يحدث في أوروبا نحن لا نستطيع أن نصدقك، فالأمور بدأت تفلت رويداً رويداً من تحت السيطرة، وهذا ليس تشفياً من جنابكم أو من مقام حزبكم، بل هي محاولة لوضع الأمور في نصابها الصحيح، ومن أجل لفت النظر لمعالجة هذا الواقع المزري القائم بالحلول المنطقية والواقعية الواقية لا بنفيها وارجاعها إلى ثلة متمرة في أوروبا، اعتقد بأن المسألة تتجاوز أوروبا بكثير.

عزيزي السيد فؤاد عليكو المحترم …

أننا بانتقادنا لك ولمسيرتك السياسية لم تكن لنا غايات شخصية أو حزبية أو سياسية معك ومع حزبك، بل المسألة تعود إلى نبذ التفكير التخويني والاتهامي من الصفوف الحركة الكوردية أو ضمن صفوف حزب ما، وإعادة بناء العلاقات السياسية والتنظيمية سليمة في الصف الكوردي استعداداً للمواجهة السياسية مع سلطة الأمر الواقع السورية في سعيها الدائم بنكر حقوق شعبنا القومية.

والله والضمير شهود على ما نقول
ودمتم


رئيس حزب الوحدة والشقلبة السياسية

خالد سينو

إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا ـ يكيتي، اسم له في الذاكرة الكوردية القريبة محطات قد لا تسره إن تمعن هو فيها بتجرد وقام بجردة حساب ما له وما عليه، ذاك الرجل الذي تسلق سلم المهام الحزبية في البارتي بسرعة قياسية ليصبح في بداية الثمانيات من القرن الماضي الرجل الثاني في قبادة البارتي بعد المرحوم كمال أحمد درويش سكرتير البارتي آنذاك، هذا الرجل الغامض الذي عمل بصمت في الصفوف البارتي على أنه الوجه اليساري المؤمن بالطبقة الكادحة والفكر الاشتراكي ويمثل الدماء الجديدة فيه، استغل هذه الادعاءات ليجمع حوله عدداً لابأس من المريدين والتابعين لحين الساعة، وهو لم يكذب خبراً حتى قام بتفجير البارتي من الداخل منتصف الثمانيات تحت يافطات سياسية براقة ـ عدم المساومة على الحق الكوردي في سوريا ووقف سكرتير البارتي المرحوم كمال احمد عند حده نتيجة علاقاته المتطورة مع السيد عبد الحميد درويش والتي ستقود البارتي إلى التنازل تلو التنازل (حسب ادعاءه)، وفرز الرث والمتخلف في البارتي عن النهضوي والثوري والتقدمي … الخ ـ وشعارات أخرى كثيرة استخدمها رجلنا في (ثورته) البارتوية منتصف الثمانيات من القرن الماضي ليعلن بداية عن وليده المسخ المنشق عن البارتي وبنفس الإسم، ليتدارك الوضع فيما بعد ويتحد مع جماعة حزب العمل الحلبية (شيخ آلي او آري ـ والله ما بعرف شو لقبو) ليشكلا الموحد ، وبعد سلسلة إنشقاقات مدبرة طالت الأحزاب الأخرى (اليساري والإتحاد الشعبي) بالإضافة لجماعة الشغلية ليشكلا فيما بعد حزب الوحدة الذي لم يصمد طويلاً في وحدته لينشق المنشقون من الإتحاد الشعبي عنه تحت نفس الكليشات السياسية والإتهامية التي استخدمتها الأجزاء المختلفة المشكلة للوحدة في انشقاقاتها عن أحزابها الأساسية.
هذا الرجل بالرغم من بداياته النضالية المتواضعة في البارتي إلا إن جولاته الإستهدافية الإنشقاقية للنيل من العزيمة الكوردية ومن وحدة الصف الكوردي كثيرة ككثرة شعرات رأسه، فهو لم يكل ولم يوفر جهداً في هذا الإتجاه الإنشقاقي بداية من حزبه الأم البارتي مرورا بوليديه الموحد ومن ثم الوحدة وصولاً للتحالف الذي لم يسلم من طموحاته وطموحات أستاذه عبد الحميد درويش سكرتير التقدمي لينالا من التحالف تنيكلاً على خلفية ترسيخ زعاماتهما العشائرية سياسياً، وانتهاء بشقلباته وشقلبات نائبه السيد (آلي أو آري) السياسية على الحق الكوردي وتقييماتهما السياسية العوجاء للنظام السوري، وتهوين ما يتعرض له شعبنا الكوردي في سوريا من سياسات النظام الشوفينية / العنصرية المبرمجة.

نورد فيما يلي ما قاله السيد اسماعيل في مجال تقييمه لسياسة النظام اتجاه شعبنا الكوردي مؤخراً في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" (وحول الأخبار التي أشاعتها بعض الأطراف الكردية عن وجود استهداف لهم في سورية، قال عمر: "هذا أمر مبالغ فيه، فالتشدد موجود بحق الجميع في سورية، لكن بالنسبة للوضع الكردي هناك استهداف لبعض الأكراد السوريين، وهناك جهات عنصرية معنية بشطب المكون الكردي وإنهائه في سورية ودفع الجانب الكردي نحو السلبية".) لاحظوا تفنيد (حبيبنا الرئيس) للقول بأن النظام يستهدف الشعب الكوردي بأنه امر مبالغ فيه، وان  النظام يستهدف البعض وليس الكل وحبذا وضح لنا من هم هؤلاء البعض، هؤلاء (العصاة) من وجهة نظره ونظر النظام الذين يقلقون راحته وراحة النظام، ومن جهة أخرى وحسب قوله هناك جهات سياسية كوردية تبالغ في السلبية من ناحية تقييمها لسياسة النظام. عجباً من أمرك ايها (الرئيس العزيز) هكذا بجرة قلم أو زلة لسان تنفي نظرة النظام الشوفينية المبرمجة منذ استيلائه الغير المشروع على مقاليد الحكم اتجاه شعبنا الكوردي.
 هل كان مشروع الحزام والإحصاء موجه ضد فئة معينة ام ضد الشعب الكوردي كمكون قومي كوردي؟
هل المرسوم 49 موجه ضد فئة معينة أم ضد المكون القومي الكوردي؟
هل القتل المبرمج للجنود الكورد في الجيش السوري موجه ضد فئة معينة ام لكسر إرادة المقاومة لدى الشعب؟
هل شهداء الانتفاضة كانوا من تلك الفئة التي تهول الأمور وتضخمها؟
هل الإعتقالات المبرمجة أمر مبالغ فيه أم هي سياسة تستهدف كسر عزيمة المقاومة لدى النخبة السياسية الكوردية؟
هل …؟ هل … ؟
 نستطيع إثارة (هلات) وأسئلة كثيرة في وجه تصريحك المدروس بعناية فائقة، هي رسالة واضحة صريحة للنظام تتبرء من خلالها من كل ما يعكر صفو مزاج النظام الأمني السوري، تُخلي ناحيتك سياسياً من أية تبعات هنا وهناك.
وهي رسالة ايضاً (التصريح) إلى الجانب الكوردي الذين تتهمهم بإثارة السلبيات، بأنك لست متفق معهم في تسويد صفحة النظام سياسياً اتجاه المكّون الكوردي، وهذا يعني الف سؤال وسؤال واستنتاج على غرار الف ليلة وليلة.
أول الأسئلة/ الاستنتاجات، أنك لست مستعداً أن تضع يدك بيد هؤلاء (العصاة) الذين يبالغون في تضخيم الأمور من ناحية سياسة النظام اتجاه المكّون الكوردي، وثاني الأسئلة/ الاستنتاجات، أنك لست مستعداً لبناء المرجعية الكوردية المنشودة، الآن فهمنا لماذا أصررتم عند إعلان رؤيتكم كمجلس عام للتحالف لبناء المرجعية الكوردية على ان يأخذ برنامج إعلان دمشق في الحسبان، وذلك لتقزيم المطلب الكوردي ووضع عراقيل جمة أمام المرجعية المنشودة على إعتبار هناك فصائل كوردية لها ملاحظات مهمة على برنامج إعلان دمشق بخصوص المسألة الكوردية في سوريا.
أما الـ 999  سؤال/ إستنتاج المتبقية من ألف سؤال وسؤال واستنتاج التي نحن بصدد طرحها عليك نتركها حتى تجاوب عن أسئلتنا واستنتاجاتنا المثارة في هذه المقالة.

ودمتم