الاثنين، 13 ديسمبر 2010

رد على سؤال لموقع بنكه

من المهام الاساسية للاحزاب والحركات السياسية النضال من اجل خدمة وحماية شعوبها من الويلات والدمار والضياع والسعي لإيصالها الى بر الامان والعمل على تطورها والبحث عن افضل السبل لتأمين حياة حرة سعيدة خالية من الشوائب  الاضطرابات . لذا اتبعت هذه الاحزاب والحركات اساليب وطرق مختلفة للوصول الى اهدافها التي اسست من اجلها اساسا - منها اساليب توافقية تجميعية رضائية ------ منها اساليب تنافسية عملية وفق القدرة والقوة على اساس من يقدم الاكثر ------ منها استبدادية شمولية كما هوالحال لدى النظام السوري في قمع وارهاب الوطن والمواطن .
 ولايخفى بان الاساليب التنافسية اثبتت جدارتها وصوابها وفق تجارب الشعوب بدءا من الدولة الجارة إسرائيل ومرورا باوروبا وانتهاءا بأمريكا وكندا .
لذا هنا  يكمن السؤال الاهم
- ما هي الحالة المناسبة والمطابقة للمشهد السياسي الكردي في سورية .؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خالد سينو

(كل حزب ينظر بشكل سامي إلى اهدافه الاساسية )

اعتقد بان الشرط الاساسي للقول بان هذه الصيغة او تلك مناسبة لجمع الاحزاب الكوردية في سوريا ضمن إطار ما، واسس ذاك الإطار المنشود من الناحية السياسية والتنظيمية،  يتعلق بمسألتين اساسيتين:
الاولى: الايمان بلغة الحوار وتقبل الاخر كما هو ليس كما نتمنى نحن.
الثاني: الايمان بالمفهوم الديمقراطي للعملية السياسية والحزبية ليس فقط بين التنظيمات المختلفة وحسب بل ضمن التنظيم الواحد ايضاً.

عند النظر الى بنية الاحزاب الكوردية السورية سياسياً وتنظيمياً وربطهما  بالعاملين السابقين سنخرج بنتيجة غير مرضية، هي ليست لصالح تلك (الاحزاب) على مختلف مشاربها السياسية والفكرية او النضالية، وذلك لابتعاد تلك الاحزاب بالمجمل عن العاملين المذكورين سابقاً كوسيلة بناءة لتفعيل الديمقراطية الداخلية داخل الحزب نفسه، وعلى صعيد العلاقة الثنائية ايضاً فيما بين الاحزاب الكوردية نفسها او ضمن الاطر المقامة حالياً (لجنة التنسيق، التحالف بشقيه، الجبهة واخيراً المجلس السياسي)، ومن جهة أخرى ومن خلال التجربة العملية ومنذ انطلاقة  اول تنظيم كوردي في سوريا كان هناك غياب شبه كامل للفهم الديمقراطي للسياسة، وهذا انعكس بشكل سلبي جداً على تطور تلك تلك الاحزاب من ناحية تحقيقها لشروط نشوء وتطور الاحزاب الديمقراطي والسياسي التي تلبي طموحات وآمال الجماهير الكودرية.
وعلى هذا اعتقد بأن السؤال فيه خلل ما من ناحية الطرح وربط تلك الاهداف (من المهام الاساسية للاحزاب والحركات السياسية النضال من اجل خدمة وحماية شعوبها من الويلات والدمار والضياع والسعي لإيصالها الى بر الامان والعمل على تطورها والبحث عن افضل السبل لتأمين حياة حرة سعيدة …… ) مع الاحزاب الكوردية وكان الاصح الطرح برأيي مدى تحقيق الاحزاب الكوردية لمفهوم الحزب السياسي الحديث القائم على بنية سياسية ديمقراطية وبأسس فكرية قد تكون خاصة في بعض جوانبها بالشعب الكوردي وخصائصه القومية والسياسية والاجتماعية وحتى الاضطهادية المتنوعة بتنوع تسلط الحكام.
فمن خلال التجربة الحزبية الكوردية لقد استخدمت (الاحزاب) الكوردية بالرغم من هشاشتها السياسية والتنظيمية والديمقراطية من قبل القيادات والكوادر الحزبية متقدمة في المحافظة على مكانتها القيادية والسياسية بغض النظر عن تحقيق اهدافها السياسية والثقافية المدرجة في برامجها التي بقيت نظرية في مجملها، بل كانت هذه الاحزاب وبشكل متفاوت إداة بيد القيادات الكوردية لاستمرار ديموميتها الشخصية في الوسط السياسي الكوردي والوطني السوري بغض النظر ما يؤول إليه وضع الاحزاب من الضعف والوهن وتراجع الدور السياسي والتنظيمي والجماهيري نتيجة التسلط الفردي مما يؤدي الى الانشقاق والانقسام بشكل دوري، وبالتالي تخلفها السياسي والفكري والتنظيمي والحضاري وعدم تحقيقها لشرط الحزب السياسي.
وعلى هذا ارى بالمجمل بان (الاحزاب) الكوردية في سوريا لا  بد بداية من تحقيق تطورها السياسي والتنظيمي نحو مفهوم الحزب الخاضع للعملية الديمقراطية وترسيخ اسسها في الحزب ووبنيته ولو بشكل نسبي، وتحررها من سلطة كرسي القيادة، عندها نستطيع التحدث عن هذه الصيغة او تلك المناسبة للم الشمل. بدون ذاك التطور مهما حاولت تلك (الاحزاب) وقياداتها الميمونة السعي للم الشمل لا بد وتأتي ساعة الفراق الغير ديمقراطية كما حصل فيما مضى، التحالف بنسخته الاولى والثانية، الجبهة المعطلة سياسياً وتنظيمياً، لجنة التنسيق التي لم تستطع التنسيق فيما بينها، واخيراً المجلس السياسي الذي لا ارى فيه ما يوحي بأن يكون له مستقبل افضل من الإطارات السابقة.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق