الأحد، 12 ديسمبر 2010

على هامش الصور التذكارية

 آزاد حمه:  

يبدو اني مصاب بلوثة ما، ربما هي لوثة التفكير، لوثة البحث وتحليل الخبر من اوجه مختلفة، بل ربما هي لوثة الشك (طبعاً ليس شكاً امنياً كما يشك ابو صابر بالاخرين) بل شكاً في مغزى خبر ما او حدث يجري هنا، او لقاء تصويري هناك.
وعلى اساس هذه اللوثة التي لدي، الاحظ نشاط تصويري  مكثف  ومحموم للنخب السياسية الكوردية الحزبية (عفواً للمفروضين على رأس منظماتهم بقرار سلطاني حزبي) في مختلف اصقاع اوروبا، وبعد المتابعة الحثيثة لي على نت لهذه النشاطات الفاتحة (على غرار ثورة فاتح الليبية التي اغلقت كل الابواب على الشعب الليبي) تم رصد المحطات التصويرية التالية، مع الاخذ بعين الاعتبار باننا لن نذكر الاسماء على غرار ما فعله غوار في فلمه الحدود، ليمرق ما نكتب هنا وهناك:

وفد من المنظمة الفلانية لحزب الفلاني الكوردي او الكوردستاني، يلتقي مع مفوضية أمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العاصمة الفلانية، لاخذ صور تذكارية مع احفاد الميديين في اوروبا ً وعلى هامش اخذ الصور تطرق الجانبان إلى اوضاع الكورد في اصقاع الأرض كلها، وسبل مواجهة هذه الاوضاع، ثم ودع الوفد بمثل ما استقبل على طقات فلاشات كاميرات التصوير اليابانية.
وفد من المنظمة الفلانية للحزب الفلاني النشيط والمتحفز دائماً لاخذ الصور ، يلتقي وجهاً لوجه مع رئيس الحزب كذا وكذا ذي الاغلبية البرلمانية في دولته التي تقع في مركز القرار الاوروبي، لاخذ صور تذكارية لتأكيد عمق العلاقات النضاليةالتي تجمع بين الحزبين المناضلين تصويرياً، وعلى هامش نهاية اللقاء تطرق الجانبان إلى الامور المشتركة، كالصور التي اخذت، الابتسامات امام عدسة المصور  وبعدها تم التطرق إلى قضايا الشعب الكردي في الداخل والخارج.
على هامش المؤتمر الفلاني للحزب الفلاني ، فلان من رفاقنا المناضلين جداً والمعروف في وسطه الحزبي والسياسي باللهلوب (عفواً بالملتهب) قومياً في حزبنا الكوردي جداً (عفواً الكوردستاني) حوصر من قبل رئيس الحزب الفلاني (الذي يعقد مؤتمره) في الزاوية الفلانية من المؤتمر ، الذي اصر (رئيس الحزب الفلاني) على اخذ صور تذكارية مع رفيقنا والوفد المرافق له، حيث تم تأكيد من قبل رئيس الحزب بان الصورة ستعلق في مكتب الحزب الرئيسي في العاصمة، وقبل توديع وفدنا تم تقديم مذكرة تفصيلية عن تاريخ حزبنا ونضاله في الوطن والخارج والتضحيات التي قدمها لرفع راية الحزب عالية صامدة في وجه غارات احزاب شقيقة أخرى، كما وبينت المذكرة في نهايتها وضع شعبنا الكوردي في الداخل.

بعد المظاهرة الحاشدة من الحزب المناضل الفلاني، والحزب الفلاني الذي يحاول ان يكون له في كل عرس قرص، والحزب الفلاني الاخير الذي تعلق في اللحظة بالموكب، في العاصمة الفلانية الباردة لفلان دولة والتي تميزت هذه السنة بالثلوج كثيرة، التي لها وزن سياسي كبير جداً ومرموق في المنظومة الاوروبية الموحدة، وبعد ان باح صوت الرفاق المسؤولين وغير المسؤولين والمؤيدين والمؤازرين، والمتجمهرين حول سابقي الذكر (يعني الجماهير) في ترديد شعارات الحزب ضد الدراكولات الحزبية الكوردية التي تحارب الحزب ونهجه المقاوم والممانع (كممانعة وصلابة جبهة الصمود والتصدي العربية ضد مصر عام 1978/ مؤتمر بغداد بعد معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية)، وضد متخاذلي الشعب الكوردي، ضد المستنكفي  عن النضال الثورجي، ضد الذين يضربون الاخماس بالاسداس قبل القيام باحتجاج اوروبي (تصوروا شباب احتجاج اوروبي وليس سوري) في تلك العاصمة الاوروبية، بعد كل ذلك دخل وفد باسم المحتجين من حزبنا والملتحقين بركبه المقدام  الى السفارة الفلانية وقاموا باخذ الصور التذكارية معاً (وفدنا المقاوم والممانع وسعادة السفير او من ينوب عنه) وذلك تقديراً من السفارة ما لحزبنا من دور مهم في بث شعارات حزبية حماسية بين صفوف الجالية الكوردية ومن ثم تم تقديم مذكرة احتجاج، هي نفسها التي كتبت في 2004، والسنة الي بعدها والي بعدها بكم سنة، لكن الرفاق تداركوا الامر وغيروا التاريخ المذكرة من 2004، عفواً من 2005 … 2006 … 2007 … 2008… 2009… إلى 2010 ، وهذا بحق يعد انتصارا للخط السياسي والتنظيمي والإعلامي للحزب، والذي يؤكد صوابية موقف حزبنا المقدام وثبات رؤيته السياسية والنهج الذي ينتهجه منذ التأسيس، والذي اخذ عهداً على ان لا يتغير مهما تغيرت الظروف والاحداث محلياً واقليمياً ودولياً وكونياً (حتى لو خربت الدنيا بس حزبنا سيظل ثابتاً على خطه السياسي الممانع والمقاوم والذي صاغه رفاقنا المؤبدين في القيادة).
وفي اليوم التالي من تلك المظاهرة الحاشدة في تلك العاصمة والدولة الكبيرة، وعلى اساس مافي حدا احس من حدا قامت مظاهرة رد اعتبار  أخرى حاشدة وكبيرة جداً جداً جداً، رداً وافحاماً على كل تسول له نفسه بتجاوزهم في سباقهم النضالي الذي طوباه على اسمهما منذ زمن بعيد جداً، في زمن كان غيرهم يناضل فقط ورقياً، المهم في ذاك اليوم الميمون دخل الرفاق منتصري مرفوعي الرأس إلى تلك السفارة التي دخلها غيرهم يوم امس، وقاموا (اي وفدهم الميمون) باخذ صور تذكارية في كل زاوية من زوايا السفارة، ثم اخذ صورة جماعية مع سعادة السفير، ومن ثم صور فردية لاعضاء الوفد مع السفير ومع طاقم السفارة كل على حدة، وذلك تأكيداً بان نهجنا هو المقاوم والممانع، وعلى الذين يحاولون سرقة نهجنا اخذ العلم بانهم سيرون اشياء كثيرة لم يروها قبلاً وفي نهاية الجولة التصويرية تم تقديم مذكر تتطرق فيما تتطرق اليه تلك المعاناة التي يعانيها ابنائهم في الوطن.
وفي البرلمان الفلاني تم عقد لقاء مشترك لاخذ صور تذكارية تجمع وفد من  عشيرتنا (عفواً هيئتنا) الموقرة المناضلة المؤتلفة من جمع غفير وطويل من احزابنا المتشابهة في الاسماء والافعال والسمات والسياسات ولكنها تختلف في الوجوه واشكالها واطوالها واوزانها التي تترواح بين الخفيف الخفيف (يعني وزن ريشة) إلى الثقيل وفوق الثقيل، كما وتختلف في العقول التي ضمن الرؤوس، التي آلت على نفسها بأن تأخذ صورها وبشكل دوري مع كل السفارات والبعثات الدبلوماسية على ارض تلك الدولة المنخفضة جغرافياً، وذلك لاظهار دور هيئتنا التصويري في الاحداث التي تهم الشعب الكوردي في اصقاعه الاربعة.
هناك الكثير من اللقاءات التصويرية بالاخص في عاصمة القرار الاوروبي، التي تظهر اهمية الصورة في الارشيف الشخصي، لكننا لم نكتب عنها لتشابهها تصويرياً ولقاءاتياً مع ما ذكرنا سابقاً وذلك منعاً للتكرار كما وقع فيه اعزاءنا المتصورون اوروبياً.

اعزائي القراء …
اسئلوا اعزاءنا اعضاء وفودنا الميمونة الذين صورهم منتشرة في النت، واصواتهم تمزق طبلة آذاننا على البالتوك، ماذا حققوا من تلك اللقاءات سوى تصاوير بتصاوير التي تتحول إلى ارشيف شخصي لاعضاء الوفود الميمونة. منذ كم سنة تجري تلك اللقاءات بفس الوجوه البائسة  التي تحمل نفس الابتسامات الباهتة، والتي لها نفس السمات الثابتة سياسياً، والتي تؤدي دورتها السياسية والتنظيمية بنفس الرتابة التي كان يؤديها … … (احزروا انتم من هم)

 انا من جهتي ومنذ سنوات تابعت وسألت وعرفت الجواب، فالدور على الذي لم يسأل بعد (خليه يلحق حالو ويسأل قبل ما تفوت الفرصة) او الذي يسأل ولكنه لم يتوصل بعد لجواب مقنع، وهو مازال في مسعاه للوصول إلى الجواب الشافي مثلي.


ودمتم
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

ملاحظة توضيحية: هذا ليس استهجان بالسياسة او باحتجاج ما، لكن الذي يجري على ارض الواقع بعيد جدا عن السياسة، هي بعيدة لانها بفعلها على تلك الصورة والنمطية منذ سنوات عديدة وبنفس النمطية الحزبية، لم تحقق للشعب الكوردي نتائج تذكر، لم تخفف من عذاباته لم تجد له اصدقاء … هذه النمطية في العمل والسياسة والاحتجاج يجب ان تفرد لها بحث خاص، نأمل بان تكتبه ضمن سلسلة سيرة وانفتحت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق