الأحد، 12 ديسمبر 2010

وايضاً … ماذا يجري

خالد سينو

اعتقد هناك لوثة ما تلاحقنا، لوثة لطختنا او لطخت البعض منا، تلك اللوثة التي اعنيها، هي تقمص لغة الآخر اصطلاحاً، وطريقة واسلوباً وهذا يظهر لي ان في الامر شيء ما، شيء  غير سوي بتاتاً لا من الناحية الاخلاقية ولا من الناحية السياسية ولا من ناحية احترام الآخر المختلف عنك تفكيراً وسياسة ونهجاً ورؤية وعملاً.
من الغريب ان تكون كردياً وطنياً وذو شأن في المجال السياسي او الاعلامي او الثقافي  وتقيم في اوروبا ، وطن الديمقراطية والثورات التي ثارت لاجل الانسان وحريته وكرامته، من الغريب ان تكون كما ذكرنا وتفكر وتكيل اتهامات وتكتب وتتهم وتنعت وتنفث افكار شبيه بما يكتب في نشرة المناضل البعثية السورية، او جريدة البعث في حق الآخرين المختلفين عنهم (عن نهج الممانع والمقاوم  السوري، واعتقد هاتين الكلمتين اختراع بعثي بامتياز) ذاك النهج الذي اتخمنا بشعاراته ومسيراته بمناسبة وغير مناسبة، ذاك النهج الذي لم نرى منه عملاً بطولياً سوى شعاراته الكثيرة، ذاك النهج الذي ميز المواطن السوري عن غيره جعله فاقداً لكرامته ولإنسانيته ولأمنه،ذاك النهج هو سبب مصائبنا وتشتتنا في جميع اصقاع الارض (السوريين طبعاً)، ذاك النهج الذي يبدو انه تأصل في فكر وثقافة البعض (بعض اشباه كتاب الكورد السوريين) لدرجة انه لم يعد يستطيع ان يكتب إلا باسلوب ذاك النهج، ذاك النهج الذي يقوم على تخوين الآخر المختلف عنه ، ولا يردد إلا شعاراته التي اكل عليها الدهر ومضى.
  إن هذا الاسلوب في طرح الافكار ومناقشة أفكار الآخرين إن دل على شيء فهو يدل على القصور في الفهم السياسي، يدل على القصور في فهم الآخر، يدل على على القصور في فهم المعادلة الاعلامية الناجحة، يدل على القصور في الذات الشخصية التي تستمتع بنرجسية بما تكتبه بحق الاخرين من الاتهامات والتي ان كنا في زمن المحاكم الثورية لقامت من اجلها وفي اماكن عدة منصات المشانق لتنفذ حكم اصحاب ذاك النهج هنا او هناك بحق المختلفين معهم.
اعتقد اننا تُخمنا بشعارات وكتابات ويافطات منذ كنا في المرحلة الابتدائية في المدارس السورية، وها نحن الآن في اوروبا ، وما زال البعض منا يكتب بذاك الاسلوب، بذات العقلية السورية التي حكمتنا لعقود ما زالت تحكم، بذات الاسلوب التخوييني، هي مصابة بذات اللوثة المصابة بها الاعلام السوري الرسمي، لانها تستخدم ذات المفردات، ذات النعوت بحق الاخرين. إلا يكفينا ما عانينا منه في سوريا، إلا يكفينا اننا لم نستطع في سوريا بناء تواصل مع الاخر، فيأتي اليوم البعض منا، ذاك البعض الذي يحمل قلمه وحقيبته وكاميرته في ترحاله، يأتي ليكتب لنا، وليعطينا درساً في الشتائم، محاضرة في النعوت، بحثاً في كل ما تحمله اللغة العربية من مرادفات وتشابيه أقل ما يقال انها لا تقال للانسان مثله مثلك لا ينقص شيء، فهو ايضا يملك ما تملك، ولكنه قد يملك ميزة لا يملكها البعض ، أنه يملك قيما ومبادئ تمنعه من ان يكتب باسلوب عفى عليه الزمن، تمنعه من استخدام لغة ومفردات البعث في توصيف الآخرين.
إننا هنا لا ندافع عن اي كان، كما لا ندين اي كان بصفته او شخصه، بل اننا ندين الاسلوب والطريقة. باعتقادنا هناك الف وسيلة وطريقة نستيطع تحليل ما يكتبه الاخرون، في الرد عليهم وتبيان خطأهم في اتهامات لا اساس لها من الوقائع المادية ، في اتهامات لا يستطيع اي كان هنا اثبات صحتها، المسألة كلها قائمة على فرضيات واشارات هنا او هناك قد يغذيها خيال مصاب بعقدة اتهام الاخرين.
وفي النهاية لدي اعتقاد راسخ بأنه لا يصح إلا الصحيح ، والصحيح عندي يبدأ من حيث كنت انت او انا هناك في الوطن، حيث لا مجال للمزاودات، ماذا كنا، ماذا فعلنا او اقترفنا، ماذا قدمنا، ماذا لم نقدمه، اما هنا حيث كل شيء على ما يرام، بدءاً من ابواب الرعاية الاجتماعية الالمانية التي لا تبخل على أحد، وانتهاء بالعمل تحت امرة هذا او ذاك كان إلى وقت قريب في رأس الهرم السلطوي في سوريا ، والرأس المدبر لوأد ربيع دمشق، ومشارك فعال في هندسة مشاريع عنصرية شوفينية التي قيدت قدرات شعبنا الكوردي في سوريا، وانكر حقوقه القومية   … ، وبعد هذا نسكت عن الكلام المباح .
واللبيب من الإشارة يفهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق