خالد سينو
سلام وتحية من أرض أوتو فون بسمارك…
قرأنا مقابلتك المنشورة في موقع إيلاف الإلكتروني بتاريخ 28.06.2010 مرات عدة لعلنا وعسى نكتشف الجديد في شخصكم ونهج حزبكم (المقاوم والممانع)، لكن تلك القراءات من قبلنا باءت بالفشل الذريع ، ولم نستطع الخروج بنتيجة إيجابية تصب في مصلحتك أو مصلحة شعبنا الكوردي في سوريا، أو اكتشاف الجديد سياسياً في جعبتك، وبدأت اتساءل، أين يكمن السبب؟ هل في قراءاتي التي ربما لم ترتقي إلى مستوى فكرك ونهجك (المقاوم والممانع) وسياستك الغوبلزية؟ أم العلة تكمن فيك وفي لغتك السياسية الاتهامية التي عفى عليها الزمن والدهر؟ أم في تلك النزعة التي غُرست في شخصيتك وبدأت تتوهم بأنك وحزبك النجم المركز والآخرين كواكب سيارة تابعة يدورون في فلك سياستك؟ أم أن المسألة برمته فرقعة إعلامية (المقابلة) لتكون انت في المركز بعد أن اخليت كرسي السكرتارية للسيد إسماعيل حمه لأن القرعة الديمقراطية في حزبكم اعطته ذاك الكرسي…؟
قد تتعدد الاسباب والشروح ولكن النتيجة من وجهة نظري الخاصة جداً جداً هي واحدة لا تتغير، أنك تحاول نسج خيوط بنول قديم جداً عفى عليه الزمن فيه الكثير من المسامير النافرة والعيوب هي كفيلة بتقطيع كل الخيوط الداخلة والخارجة من نولك، تجتهد كثيراً لتبدو ذاك السياسي الاستثنائي الديمقراطي في ذاك الوسط الكوردي المشتت، لكن اجتهادك يذهب ادراج الرياح، يصطدم بلعبة التبادل الكراسي في قيادة يكيتي، تلك اللعبة التي صدقت أنها مسألة ديمقراطية سياسياً وتنظيمياً وتريدنا أن نصدقك ونصفق لك ولديمقراطيتك العجيبة بملء أكفنا ونحملك على الأكتاف لنجعل منك ومن تتبادل معهم كرسي السكرتير بشكل دوروي آلهة ديمقراطية القرن الواحد والعشرين كوردياً، وبأنكم من فهمتم الديمقراطية على أكمل وجه.
عزيزي السيد فؤاد المحترم…
يقولون أن النعامة عندما تحس بالخطر تقوم بدفن رأسها في التراب لاعتقادها بأن عدم رؤيتها للخطر سيزول ولن تمس بسوء، وانت بقولك بأنه ليس هناك من التشرذم ولا تململ في منظمات حزبكم في أوروبا تريدنا أن نصدقك، عجباً منكم، ماذا تسمي تلك الفروع المنتشرة في اغلب بلدان أوروبا تحت اسم منظمة حزب يكيتي الكوردستاني في … ألمانيا/ نمسا / قبرص/ بريطانيا/ ايرلندا/ … والحبل على الجرار، ماذا تسمي تلك الكونفراسات التي عقدت بتتالي في تلك البلدان وبحضور ملفت للنظر؟ ماذا تسمي تلك البيانات التي تحمل توقيع منظمة حزب يكيتي الكوردستاني في كذا مناسبة وحدث …؟ ماذا تسمي تلك الفعاليات النشاطية الموقعة باسمهم؟ ماذا تسمي ذاك النشاط المكوكي لقيادة أوروبا لتك المنظمة، المسألة ليست في دفاع عن هؤلاء (المتمردين) من وجهة نظرك، انا ابعد منك عنهم سياسياً وفكرياً لانهم ببساطة تربوا في حضنك وحضن الرعيل الذين خرجوا من تحت وصاية سيدكم الأول السيد صلاح بدر الدين، وقد استمدوا منك ومن معلمهم الأول السيد بدر الدين تلك اللهجة الاتهامية في تسويد صفحة وتاريخ الآخرين، رضعوا أسلوب اتهام الآخرين وتخوينهم مرة يميناً ومرة يساراً ومرة ضد بعضهم بعضاً أن لم يجدوا من يتحرشوا به، تربوا كيف يقصفون عشوائياً على كل من يخالفهم سياسياً أو على رفاق أمسهم، تلك اللغة بنت مجدكم ومجدهم الحزبي ولن أقول السياسي، لان المجد السياسي يبنى بعيداً عن هذا السلوك التخويني والأتهامي والانقسامي والتشرذمي، المجد السياسي يبنى بالحب والإخلاص واحترام الآخر، والأخلاص للقضية أكثر من أخلاص للمصالح الشخصية الآنية.
عزيزي السكرتير المقبل …
لن استعرض تاريخك الذي بدأ في غفلة من الزمن بدخولك لمجلس الشعب السوري مع السيدين المرحوم كمال أحمد سكرتير البارتي آنذاك، وعبد الحميد درويش السكرتير الأبدي للتقدمي، لكن استذكار بعض المحطات الآساسية تفيدنا وتفيد القراء في تكوين صورة عن نضالك:
- حزبياً عملت مع معلم الانشقاقات والاتهامات الأول بدون منازع السيد صلاح بدرالدين، دافعت عنه، عن وجوده في لبنان، عن فلسطينيته، عن اتصالاته الغير الشرعية في كل الاتجاهات، عن غربته سياسياً وتنظيمياً عن الاتحاد الشعبي، تصديت ومعك كل الذين الآن في حزب يكيتي الكوردي سياسياً وتنظيمياً للذين حاولوا الوقوف في وجه أمين عامكم المبجل، لا وبل سودت صفحة الآخرين في دفاعكم المستميت عنه وعن أفكاره ونضاله السياسي في لبنان.
- قبل الواقعة المجلسية (انتخابات مجلس الشعب عام 1990) كنت عضواً اكثر من عادي في قيادة حزبك (المقدام) الاتحاد الشعبي، بمعنى آخر كان هناك أكثر من أسم يلتمع في سماء ذاك الحزب ومنهم السادة مصطفى جمعة/ جلال شيخ بكر Bavê Rojîn / سامي و كان سكرتير الحزب آنذاك، مصطفى عثمان المراسل المكوكي بين قيادة الاتحاد الشعبي وأمينه العام السيد صلاح بدرالدين/ مشعل تمو/ بشار أمين الذي كان يخوض نضالاً لا هوادة فيها ويحلم يوماً ان يصبح سكرتيراً للاتحاد الشعبي/ رفيقك المسجون الآن حسن صالح …الخ حقيقة كنت في أسفل القائمة، ولم تكن رقماً في سلسلة قيادة الاتحاد الشعبي، لم تثر أية مخاوف لدى تلك الأسماء اللامعة في سماء تنظيمكم.
- اثناء الواقعة المجلسية كل الاسماء التي ذكرتها لكم لم يخطر في بال أي منهم بأن الحكومة السورية ستسمح للقائمة الكوردية أن تنجح، الكل ضنوا أن المسألة برمتها ساعات معدودة في اليوم الأول وستنتهي اللعبة الديمقراطية السورية، وعلى هذا الأساس تم اختيارك من قبل الاتحاد الشعبي لتكون الحصان الخاسر في سباق الديمقراطية السورية العرجاء، وصدقاً لو أن السادة مشعل التمو أو حسن صالح أو بشار أمين (على اعتبار أن هؤلاء من تنظيم الجزيرة) عرفوا مسبقاً بأن الديمقراطية السورية ستفعلها هذه المرة وتترك هامشاً، لتقاتلوا على الترشيح والتمسك بشخصهم ولوجدت نفسك خارج تلك اللعبة برمتها، لأنك بالنسبة لهم آنذاك كنت بدون حول وقوة وسند تنظيمياً وسياسياً.
- في غمار الواقعة المجلسية مسألة إقرار اسم السيدين المرحوم كمال أحمد درويش وعبد الحميد درويش حسما مبكراً، والمفاوضات الماراثونية لاجل الأسم الثالث لم يطرح في البداية اسمك، حيث كان مطروحاً أسم السيد صالح عمر رفيق السيد اسماعيل عمر المنشق عن البارتي، لكن الأطراف اعترضت على أساس المذكور يمثل ايضاً البارتي، فكان اسمك كحل وسط آنذاك تم القبول بك على اعتبار انك ستمثل سياسياً السادة اسماعيل عمر وشيخ آلي (أحد الأصدقاء من حزب الوحدة صحح لي أسمه من آري إلى آلي) وخير الدين مراد وآخرين، وهذا الأخير ندم كثيراً فيما بعد، بعد تأكد فوز القائمة الكوردية وصرح آبان الانتخابات عام 1994 بأنه تنازل مرة ولن يكررها ثانية ظناً منه أن هذه المرة سيكون له حصة في كعكة مجلس الشعب السوري، لكن كل الظنون خابت ولم تفعلها الطفرة السورية مرة أخرى.
- في سنوات عضويتك في مجلس الشعب السوري وبشهادة الذين كانوا معك في ذاك المجلس التعيس، كيف كنت تقلب الحقائق والأمور في أكثر من واقعة وحدث لتحولها بأسلوب غوبلزي إلى أنها معاركك الثورية في إعلاء الشأن الكوردي داخل أروقة المجلس الشعب السوري، الأمثلة عديدة لنذكر على سبيل المثال بادرة السيدين كمال احمد وعبد الحميد درويش في جمع تواقيع من أعضاء المجلس لتكوين النصاب القانوني لأجل أدراج قضية المجردين من الجنسية للمناقشة في المجلس، وطرح الاتصال مع أعضاء المجلس المستقلين وبعض أعضاء احزاب الجبهة لاجل ذلك، هذه البادرة لم يكن بمسعاك أو ببادرة منك، لكننا سمعنا بشكل شخصي منك في إحدى ندواتك المقامة في الهواء الطلق في القامشلي بأنك هو المغوار الذي عمل في هذا الاتجاه، وبأنك من توقظ السيدين الآخرين من سباتهم المجلسي وتحرضهم على العمل الكوردياتي داخل المجلس السوري.
- في سنوات المجلس بداية تسعينات القرن الماضي بعد أن قوي عودك واكتسبت شجاعة لا اعرف مصدرها وبالاتفاق مع آخرين خارج الاتحاد الشعبي وهم طاقم حزب الموحد المشكل حديثاً والسيد شرنخي من حزب اليساري المغلوب على أمره وثلة من حزب الشغليةالكوردية، اعلنت ومعك البعض من الاتحاد الشعبي التمرد على المعلم الأول والأمين الأول وولي نعمة الاتحاد الشعبي السيد صلاح بدرالدين، تريدون قلب الطاولة في وجهه، واسقاطه بالضربة القاضية، وبدأتم بأخراج الأوراق المتعفنة وسيلتكم في ذاك الصراع الغير الشريف من الدروج الصدأة، تلك العدة التي حاربتم بها سيدكم الأول، تلك الأوراق الصدأة عدة سيدكم في التنقل هنا وهناك (صورة عن جواز سفر عراقي للسيد الأول) لم تنفعكم في تلك المعركة الخائبة لأن الغاية والوسيلة كانت ميكيافيلية.
- بعد واقعتكم الاتحاد الشعبية شكلتم مع الآخرين السابقي الذكر ما يسمى حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا ـ يكيتي ـ وكفاتحة نضالية (قبل ألتئام الشمل في حزب واحد) وزعتم بياناً سياسياً في ذكرى الإحصاء المشؤوم ومن جرائها اعتقل العشرات من رفاقكم، ولكن الملفت في تلك الاعتقالات أنهم كانوا من القواعد الحزبية البريئة الغير مسؤولة عن إقرار وأصدار ذاك البيان. ولم يطل الأمر بك وبشلة الاتحاد الشعبي ضمن صفوف الوحدة وأعلنتم تمرداً آخر في الظاهر كان من أجل تصعيد النضال الاحتجاجي ضد سلطة القمع السورية، وفي الباطن وحقيقة الأمر المسألة كانت من أجل تدوير ذاك الكرسي اللعين (سكرتير الحزب) الذي بدا بأن سيد حزب الوحدة أخذ راحته في الجلوس عليه وهو على غير الاستعداد للتنازل عنه تحت أية ظروف كانت.
- بعد فراقك عن الوحدة لم نرى منك أي نضال احتجاجي مميز تميزك وتميز حزبك يكيتي الكوردي في سوريا إلا زرع الشكوك والفرقة في الصفوف الكوردية، وذلك بإعادة استعمال وأنتاج لغة الاتهامات التخوينية بحق الأحزاب والبعض كانوا بالامس القريب في خندقك الحزبي، ذاك هو يمني (راجع نص مقابلتك)، وذاك هو وسطي مساوم، وذاك هو متخاذل متراجع عن آساليب النضال الاحتجاجية. أنت بصفتك الشخصية ومن وراءكم حزبكم (المقدام) من يتحمل المسؤولية الكاملة في إعادة أنتاج ونشر لغة الستينات والسبعينات من القرن الماضي من جديد بين صفوف الحركة الكوردية وكوادرها السياسية، تلك اللغة التي تزرع الفرقة والتنافر بين الكل وذلك من جراء الاتهامات التي تمس وطنية هذا أو ذاك وقولك بحق رفاق أمسك هذا ( وقد تمكن هؤلاء للأسف الحصول على بعض المعلومات أغلبها مشوهة من الداخل من بعض الرفاق عن المؤتمر، أثاروا من خلالها تلك الزوبعة الإنترنتية، أعتقد كان من نتائجها المباشرة وتداعياتها اعتقال عدد من قيادات الحزب") هو خير مثال على العقلية التي تسيرك سياسياً والتي تنتمي إلى تلك الحقبة المقيتة من تاريخ الحركة الكوردية في سوريا، وهذا اتهام واضح وصريح بتخوين هؤلاء.
- وها هو حزبكم (المقدام) لم يستطع الحفاظ على وحدته السياسية والتنظيمية، ومهما حاولت استصغار ما حدث في المؤتمر وما يحدث في أوروبا نحن لا نستطيع أن نصدقك، فالأمور بدأت تفلت رويداً رويداً من تحت السيطرة، وهذا ليس تشفياً من جنابكم أو من مقام حزبكم، بل هي محاولة لوضع الأمور في نصابها الصحيح، ومن أجل لفت النظر لمعالجة هذا الواقع المزري القائم بالحلول المنطقية والواقعية الواقية لا بنفيها وارجاعها إلى ثلة متمرة في أوروبا، اعتقد بأن المسألة تتجاوز أوروبا بكثير.
عزيزي السيد فؤاد عليكو المحترم …
أننا بانتقادنا لك ولمسيرتك السياسية لم تكن لنا غايات شخصية أو حزبية أو سياسية معك ومع حزبك، بل المسألة تعود إلى نبذ التفكير التخويني والاتهامي من الصفوف الحركة الكوردية أو ضمن صفوف حزب ما، وإعادة بناء العلاقات السياسية والتنظيمية سليمة في الصف الكوردي استعداداً للمواجهة السياسية مع سلطة الأمر الواقع السورية في سعيها الدائم بنكر حقوق شعبنا القومية.
والله والضمير شهود على ما نقول
ودمتم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق