خالد سينو
قيل قديماً ربى صدفة خير من الف معياد، هي صدفة أم ضجر ما قادني مساء الاحد 7/3/2010 إلى الدخول لغرفة غربي كردستان، ويا ريتني لم ادخل واسمع ما يدور في تلك الغرفة في ذاك المساء التعيس، ما يتم طرحه من تنظيرات وبطولات دونكيشوتية، خلبية من قبل بعض اشخاص، بعض القائمين او الناطقين الاعلاميين أو السياسيين او التنظيميين باسم منظماتهم الحزبية الذين لم يجلبوا شيء لمنظماتهم سوى مزيد من الويلات السياسية والتنظيمية والاعلامية والانشقاقية لمنظماتهم ولاحزابهم في الداخل والخارج. لكن يبدو ان وضعاً ما غير سوي في مسيرة احزابهم ، او لدى القائمين بامر احزابهم في الداخل السوري الذي يجعل هؤلاء هم وجه منظماتهم ( وجه السحارة) امام الآخر والرأي العام الكردي، امام زوار البالتوتك، (يعني هيك سوية بدها هيك وجه، هيك مناقشة بدها هيك لسان زفر ). واعتقد بأن السيد معشوق مراد قد اصاب عين الحقيقة في مقالته المنشورة في بعض مواقع النت الكوردية تحت عنوان (بعض ما يحدث في منظمات احزابنا في الخارج) من المفيد قرأة تلك المقالة لمعرفة ما ابتلين به، ومن ماذا نعاني، بالفعل هو زمن العواء من فوق الاسطح وخلف الابواب المغلقة، هو زمن هز الذيل للصاحب لحفاظ على تلك الصكوك الشخصية المعطاة لهم بالنطق باسم منظماتهم ونشر ترهاتهم الشخصية هنا وهناك على النت، في البالتوك، في الاجتماعات، في التظاهراتهم الدونكيشوتية، بل انهم لم يكتفوا بذلك لقد باتوا يعوون حتى على منظمات اخرى، لوجود فائض عواء مخزنة بداخلهم فابتلى بهم من هم خارج منظماتهم الحزبية.
المهم، دخلنا وسمعنا العجب، العجائب من اطراف عدة، داخل هيئة العمل المشترك، خارج هيئة العمل المشترك، من إدارة الغرفة حيث البعض منهم لم يكونوا موضعيين وحاولوا فسح المجال لطرف على حساب طرف ( احدهم باسم دكتور، ويا لعقدة الدال)، الذي كان يوجه توجهاته، ارشاداته، نصائحه على اطراف الصراع داخل الغرفة، يدلل هذا ويمسك بيده محاولاً تغليب وجهة نظره على الآخر، ويحاول بايحاء ما توبيخ ذاك عبر استهزاء منه، من رأيه بوصفه انك سياسي ولازم تعرف انو ……
(انو) ماذا يا صاحب الدال، (انو شو ) يا عزيزنا، (انو ) لازم يعترف بخطأ رأيه، بذنبه انه لم يوافق السيد الدكتور أو السيد الآخر، الجبهة المقابلة في هيئة العمل (مع الاسف هيئة العمل اصبحت هيئات).
الموضوع كان هو ذات الموضوع، القديم الجديد، يتجدد في كل سنة، وسيظل يتكرر إلى ماشاء الله، سيظل يتكرر مادام هناك شعب مضطهد ودكتاتور ينكر الحقوق، سيظل هذا المشهد، هذه اللغة الاتهامية من طرف للآخر بالمساومة على الحقوق، على المآسي، على الدم الكوردي، لاحظوا اعزائي القراء حجم الاتهامات، كبر الذنوب، لاحظوا تلك السهولة التي تخرج بها تلك الكلمات من لسان زفر اعتاد على اتهام الآخرين، من لسان لم يعرف قول الجملة السياسية السوية، من لسان كان وسيظل سبباً في زرع شروخ سياسية هنا وهناك، من لسان لا يعرف النطق إلا بما هو كفر سياسياً، من لسان اقل ما يقال فيه على صاحبه بلعه والسكوت للابد.
لماذا هذا الرخص في النقاش، لماذا كرامة الآخر، موقفه السياسي، رؤيته لدى الآخر المختلف هي دائما محل اتهام مباشر وفي احسن حالات متهم ضمناً،
علينا ان نتحرر من تلك اللغة الاتهامية بحق بعضنا البعض، على البعض منا ان يتعلم احترام الآخر مهما بلغت درجة الاختلاف، على البعض منا تعلم لغة الحوار التي لا تنهي كل شيء في لحظة التهور، على البعض منا ان يتعلم كيف يصون كرامة ورأي الآخر ليحافظ الاخر على رأيه وكرامته، بالفعل نحن او البعض منا حتى لا نعمم المسألة يفتقد تلك اللغة، يفتقد تلك الميزة، يفتقد تلك الخصال السياسية.
موضوع الامسية كان حول ضبابية الموقف، او قل تضارب المواقف في هيئة العمل المشترك بشأن احياء الذكرى السادسة لاحداث او انتفاضة 12/3/2004 التي راح ضيحتها العشرات من ابناء شعبنا الكردي شهداء الحق الكردي، تلك الفاجعة التي يجب ان تجمعنا يبدو انها ستفرقنا لا للشيء، فقط لانه هناك من يريد ان يستغل تلك الفاجعة حزبياً وشخصياً، يريد ان يضعها في اجندته الحزبية ان يطوبها باسمه بسجل عقاري او سياسي سمها ما شئت، يريد ان يجعلها ملك شخصي له ولحزبه، يريد ان يجعلها كأداة سياسية في صراعه مع الآخر، مع رفاق امسه، ورفاق حاضره. هذا ما فهمته لأن المسألة يبدو وانها قد طوبت باسم ما، تلك الملكية الخاصة في السياسة التي يبدو ان البعض منا لم يتخلص منها، لقصوره السياسي، ام لتخاذلنا نحن جمهور المتفرجين المصفقين لادعاءات هؤلاء.
حسب ما فهمت ان الاشكال الذي حصل في هيئة العمل المشترك (التي ستغدو غير مشترك على ما يبدو) بخصوص احياء الذكرى السادسة للفاجعة هو ان منظمة يكيتي قد قدمت مشروعاً بصيغة محددة إلى الهيئة على ان يتم مناقشته لكن لسبب ما داخل الهيئة (اهل مكة ادرى بشعابها) تم تأجيل ذلك حسب ماقاله السيد Rojad (الاسم الفني او البالتوكي لاحدهم) لعدم حضور الناطق باسم يكيتي لذاك الاجتماع، وتم تأجيلها إلى كونفراسهم، والذي يبدو حسب ما وضحه السيد memo (ايضاً اسم بالتوكي) والسيد Rojad حصول اشكالات في الكونفراس المذكور وانسحاب ممثل يكيتي من الكونفراس، لامور لا تخص المشروع لا من قريب ولا من بعيد، فلم يتم مناقشة مشروعهم. من جهة اخرى يعرض السيد Bave Loran 2009 (اسم بالتوكي) الذي هو ناطق باسم منظمة يكتي داخل الهيئة بانه هناك تعمد بعض اعضاء هيئة العمل بعرقلة مشروعهم لاجندتهم الخاصة او لضعفهم الحزبي والسياسي والمالي، يعني الموضوع ذو شقين، في شقه الاول هناك بعض منظمات داخل الهيئة ترفض فكرة التظاهر والاحتجاج امام السفارة السورية لتعارض اجندة تلك المنظمات السياسية مع هذه الفكرة، وهناك البعض من الهيئة لا يستطيعون ايفاء متطلبات العمل الاحتجاجي لضعف مقدراتهم السياسية والتنظيمية والجماهيرية والمالية.
اعتقد من المخجل ان يتم طرح هذا الموضوع وبهذا الشكل ، وهذه التناحرية التي يجب ان تذخر للنظام الشمولي السوري واذرعته الامنية، الموضوع برأيي هناك تقاعس داخل الهيئة، هناك خلخلة تنظيمية تعاني منها هيئة العمل لضعف سوية الهيئة ككل سياسياً وتنظيمياً، بغض النظر عن هذا الذي يقول انه Spider-man (الرجل العنكبوت الخارق) او عن هذا الذي لا قوة وحول له كما يقول السيد Spider-man والذي قال وصرح بملء فمه، بإحدى اصغريه (لسانه) بأنهم من كانوا السبب في تنشيط الهيئة بعد مجيئهم منذ ما يقارب السنتين وان كل تلك (الانجازات) التي تحققت هي بفضله وبفضل حزبه المقدام وأن الآخرين كانوا في سباتهم الاحتجاجي وهم من نكشوهم من رقادهم الكهفي وانهم هم الذين فتحوا طروادة (على فكرة الدراسات الحديثة تؤكد بان اسطورة الدخول إلى طروادة هو محض خيال) …… الخ. ايعقل ايها الاصحاب ، أهذه هي لغة الحوار التي تدعو إليها هيئة العمل، أهذه هي احترام الذات والآخر، اعتقد جازماً بأن ما هكذا تورد الابل كما يقال، اننا بحاجة إلى احترام الاخر لكي نُحترم نحن ايضاً من قبلهم، نحن بحاجة إلى بناء عالم داخلي جميل داخل انفسنا لكي نستطيع اظهار ما هو افضل لنا ولقضيتنا، نحن بحاجة إلى بناء علاقة حوراية مع الاخر لا إلى نبذ الآخر واظهارهم متأمرون، متخاذلون، مساومون، بائعي الكلام … الخ.
وبالمقابل (كما يقول فيصل قاسم ـ الاتجاه المعاكس) كان هناك قول فيه حده سياسية بالغة في توصيف خطاب ممثل يكيتي من قبل السيد Rojad بأن هذا الخطاب هو خطاب قاعدي (نسبة لجماعة القاعدة) وذلك رداً على ادعاءات السيد Bave Loran 2009 (Spider-man ) بأنه لم يكن هناك اية نشاط سياسي قبل مجيئه وحزبه إلى الهيئة وأن الهيئة كانت نايمة بالعسل (على حد قول المصريين) وهم من ايقظوها من سباتها الشتوي، اعتقد كان يجدر بالسيد Rojad عدم الانجرا او الاستفزاز، كان يمكن تفنيد وجهة نظر الآخر بمفاهيم سياسية وتنظيمية اعتقد انه كان يملكها، وبالفعل قد استعرض جزء منها، انتهاكات ممثل يكيتي في الكونفراس، عدم احترامه للآخرين، ترفعه السياسي والتنظيمي على الآخرين …الخ.
في تلك الوليمة المجعجعة،في تلك الليلة البالتوكية، طرح امر آخر غريب من قبل سيد shemal اعتقد هو من رفاق يكيتي (بريطانيا) امر في غاية الغرابة والفكاهة السياسية، وهو السعي لبناء المجالس السياسية وفي حال وجود هيئات عمل على سبيل مثال كما في المانيا ستكون تلك هيئات العمل مساعد ورافد للمجلس السياسي المشكل، فتعال ايها القارئ وافهم هذه المعادلة السياسية العصية على فهم (على الاقل من قبلي) هنا يحضرني المثل الكوردي التالي
Boka xwe da bi totoke kê
يعني هنا في المانيا هيئة العمل ستكون رافداً للمجلس السياسي، وعلى سبيل الذكر نعرض مايلي:
المجلس السياسي اذا تم تشكيله في المانيا سيظم فقط منظمات احزاب التالية:
1 ـ طرفا البارتي.
2 ـ يكيتي.
3 ـ اليساري.
4 ـ الكردي السوري.
5ـ آزادي.
الاطراف الأخرى غير موجودة هنا (تيار المستقبل، حزب الوطني الكوردي، حزب المساواة).
هيئة العمل تضم الاحزاب السابقة الذكر بالاضافة إلى :
التقدمي والوحدة، يضاف لهم بعض المستقلين والجمعيات الكوردية .
فبالله عليكم كيف سيستقيم الأمر، هيئة ما من الناحية السياسية والتنظيمية اصغر من هيئة أخرى من ذات النواحي، لكنها ستحكمها، أي الهيئة التي لها فعالية سياسية وتنظيمية اكبر (هنا هيئة العمل ) ستكون رافدا للهيئة المزمع تشكيلها بمسعى من يكيتي (المجلس السياسي).
انها فعلاً احجية سياسية في زمن العجائب، على غرار اليس في بلاد العجائب التي ابهرتنا ونحن صغار، والان اتى من يبرها بنفس الاسلوب ونحن كبار.
ودمتم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق