الاثنين، 13 ديسمبر 2010

إلى سكرتير آزادي المحترم

آزاد حمه:    

عزيزي السيد خير الدين مراد السكرتير العام لحزب آزادي الكوردي في سوريا المحترم لك تحية وبعد
أرتأيت ككوردي متابع لشؤون الحركة القومية الكوردية في سوريا، بمختلف توجهاتها السياسية والتنظيمية أن اكتب لك لنستذكر سوية ما آل إليه الوضع في حزبكم، والذي تتحملون قسط لابأس فيه، لأن يدكم الكريمة مصرة على لي عنق الحزب سياسياً وتنظيمياً، وذلك بإصراركم وبوعي كامل على التمسك بمنصبكم السكرتيري، حتى وأنت على بعد آلاف الكيلومترات من الوطن وثقل التنظيم في منفاك الاختياري بملء إرادتك وعن سابق إصرار وتصميم في بلاد  الفايكنغ ذو الطبيعة المثلجة والباردة، التي ربما تبرد من طبيعة مزاجك المتقلب سياسياً وتنظيمياً، وترخ من قبضة يديك (المباركتين) حول عنق الحزب وتترك مصيره لرفاقك في الداخل لانهم أجدر على قيادة الحزب بعدما تخليت عنه في سبيل رفاهك الشخصي في مملكة النروج التي قدمت لك فرصة على طبق من الذهب كما يقولون.

البدايات:

سابقاً، عندما كان الحزب الذي انتميت إليه موحداً باسم الحزب اليساري الكوردي في سوريا، كنت تحث الخطى تنظيمياً لتحلق بركب قيادة ذاك الحزب الميمون، هذا وكان في بالك أن تكون الرقم الأول في ذاك الحزب، ولأجل هذا الهدف  الذي حفر في ذاكرتك سكت دهراً في قيادة حزبك الأم وتمايلت كثيراً مع الرياح التي عصفت به في محطات كثيرة، لم تخرج أوراقك بل خبأتها لليوم الموعود، لأن حساباتك السياسية والتنظيمية لم تكتمل حينها ولم تنضج.
بتبوءك كرسي القيادة ثم كعضو في المكتب السياسي للحزب اليساري الكوردي في سوريا، أيام المرحوم السيد عصمت فتح الله، والذي كان غير مرتاح البتة منك ومن وجودك  في ذاك المنصب (بشهادة العديد من رفاقك القدماء) لكن ما باليد حيلة ما دام المؤتمرين قالوا كلمتهم. في تلك الآونة، وبعد أن تأكد وجودك السياسي والتنظيمي في هرم القيادة بدأت تعد العدة للواقعة الكبيرة، وبدأت تستشعر أمكانية خطر هذا أو ذاك على مستقبلك السياسي، وبدأت تبث وبكل هدوء نغمات ناعمة تنتقل عبر أثير مريديك إلى قاعدة الحزب، عن البعض في قيادة حزبك ، وبالأخص قبل وفاة أمينكم العام السيد عصمت فتح الله (1989 حسبما أذكر) حيث الوضع في قيادة الحزب لم يكن سليماً البتة، والحملة كانت على أشدها ضد كل من السادة صديق شرنخي ونواس عموكا.
كانت وفاة أمينكم العام هي نقطة التحول الأساسية بالنسبة لك، وأعدت العدة لليوم الحسم ورميت شباكك لتصطاد بها رفاقك في قيادة الحزب وتزليهم عن طريقك لليوم الموعود، وفي اجتماع عاجل للجنتكم المركزية أبان مراسيم العزاء لأمينكم العام أو بعدها بقليل حيث الحزب لم يلتقط أنفاسه بعد، وبإصرا منك تم اتخاذ إجراءات تنظيمية قاسية بحق كل من السيدين صديق ونواس والتابعين لهم في تنظيمكم اليساري (جداً) هذا مع العلم لا ننفي جانب السيدين صديق ونواس من الانشاق المدبر، هل تذكر في ذاك الاجتماع ما حصل، عندما رأيت أن الأمور قد لا تمشي حسبما خططت أنت فأذرفت الدمع، دموع غزيرة في الأجتماع لأجل كسب أصوات رفاقك إلى مشروعك التصفوي، وقلت صدقاً يا رفاق أن هذه القرارات هي من وصايا الرفيق المرحوم أميننا العام (على غرار وصايا لقمان الحكيم العشر لولده)، وقلت مراراً وتكرارا وأنت تذرف الدمع الغزير لم تذرفه على وفاة أمينكم العام، بأن مصير الحزب وتطوره السياسي والتنظيمي والأيدولوجي واليساري الحاسم يتوقف على ما سنتخذه اليوم بحق هؤلاء المارقين الخارجين، المسألة هي أن نكون أو لا نكون حسب مقولة وليم شيكسبير، وهي بالنسبة لك كانت كذلك، إما أن تكون أو لا تكون، لأنكم بعد اتخاذ تلك القرارات قد أزحت رقماً مهماً لم يكن معك البتة في قيادة الحزب، وبهذه كانت الخطوة الأولى لك إلى ذاك الكرسي اللعين (كرسي سكرتارية الحزب)، وقلت لا يهم وإن تبوأ السيد يوسف ديبو ذاك الكرسي الآن بعد وفاة الأمين العام، المؤتمر على الأبواب عندها ستدق ساعة الحسم.
ولكن وبالرغم من أنك نلت أصوات أكثر من السيد ديبو في المؤتمر أبان انتخاب قيادة الحزب ولكن لجنتكم المركزية رأت فيما بعد وفي أول أجتماع لها بعد المؤتمر بأن انتخاب السيد ديبو لمنصب سكرتير أفضل للحزب، عندها سكتت ولم تنطق ولكن في قرارة نفسك كنت تغلي كالبركان هائج، وقررت تأجيل معركتك الشخصية لإعداد المزيد من السند والدعم في الحزب لحسم الأمور بضربة واحدة. إن تسمية ديبو كسكرتير للجنة المركزية لم تأتي اعتباطاً، بل بتخطيط مدبر من غرمائك في قيادة الحزب، الأخوين موسيه (محمد وشيخموس) والسيد صالح سليمان، الذي كان المحرك الأساسي لهذا الأمر، وهو من طبعه أن يكون الرجل الثاني في قيادة الحزب، والعمل بصمت مطبق حتى تتحق أهدافه السياسية والتنظيمية وأن كانت على حساب الحزب. وبالنسبة لهؤلاء ايضا السيد ديبو كان مرحلة انتقالية لا بد منها للتخلص منك وذلك بالضغط عليك لتسرع في كشف أوراقك السياسية والتنظيمية في الحزب إلى العلن، وما خاب ظنهم، فبدأت تردد على مسامع القواعد وبعض القياديين بأنك أحق من السيد ديبو لقيادة الحزب في هذه المرحلة، لانك نلت أصوات أكثر في المؤتمر، وأنك ذو كفاءة سياسية وتنظيمية تجعل منك رجل المرحلة بالنسبة لليساري.

الانطلاقة كسكرتير:

لم تطق صبراً، وبالتحديد في شباط عام 1992 سارعت إلى عقد أجتماع موسع للتابعين لك في قيادة وقواعد اليساري الكوردي لتصدر قرارات تأميمية مهمة، أممت بها الحزب كملكية شخصية (مع أن فكرة التأميم هي عكس ذلك، الملكية الشخصية تصبح عامة، لكنك طورت الفكرة الماركسية باعتبارك ماركسياً حتى العظم، وعكست المسألة)، وقرارات أخرى تنظيمية بحق من خالفك في قيادة اليساري، وبمعنى أدق قمت بفصل الحزب، لأن المسألة لم تكن مجرد قرارات تنظيمية بحق بعض الأشخاص في قيادة الحزب أو قواعده، بل قراراتك كانت ذو طابع جملة، فصلت وطردت أكثرية الحزب وعينت نفسك ومن معك من جديد كحزب اليساري الكوردي في سوريا، ولاشباع الذات الشخصية وترفي من لم يعرف بعد، أجرت جريديتك المركزية آنذاك مقابلتين متتاليتين معك بعنوان (مقابلة مع سكرتير حزبنا … )، وهذا استذكرني بالشحطات الإعلامية التي كان يجريها لنفسه المرحوم جميل محو سكرتير البارتي الديمقراطي الكردي في لبنان مع نفسه في جريدته المركزية.
هكذا كان الأمر يا سيدي السكرتير العزير، خربتها وجلست على تلتها، ونلت مرادك الدفين في نيل شرف السكرتارية، ذلك الكرسي اللعين الذي هدم وشتت شمل  أحزاب كثيرة قبل اليساري وبعد اليساري.
ولتكتمل دورة قراراتك القراقوشية وتأخذ الصفة الشرعية، أتاك قرار التحالف كقشة التي انقذتك من متاهتك السياسية والتنظيمة، فأعلن التحالف بأنك تمثل اليساري، وبذلك ثبتت قدميك بين تلك الأقدام البائسة في التحالف، حيث كان لكل حزب فيه علة خاصة به، وأصبح التحالف تلك السفينة التي ستنقذك وتنقذ غيرك فيما بعد من شطحاته الأنشقاقية أو في التغطية على قرارات حزبية أخرى. وبالعودة إلى خلفية قرار التحالف الذي شد على يديك بأنك تمثل الحزب اليساري الكوردي في سوريا، نرى بأن البارتي كان يقف خلفه وبالضغط منه اتخذ التحالف ذاك القرار، وذلك على خلفية الصراع السياسي والعسكري الدائر في كردستان العراق بين كل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، وعلى اعتبار أنك روجت سياسياً حينذاك بأنك تقف سياسياً إلى جانب الديمقراطي الكوردستاني، ووجدها البارتي فرصة لتدعيم موقفه السياسي في التحالف كوردستانياً، هذا كان بالاختصار خفايا موقف التحالف، أنها كانت لعبة سياسية لأجل اصطفاف المواقف أكثر من أنها موقف فكري أو تنظيمي شرعي.
بعد أن ثبتَ قدميك في التحالف ودعمت موقفك سياسياً في الوسط الكوردي في سوريا كحزب اليساري الكوردي التقطت انفاسك وبدأت في الاستفادة إلى أقصى حد من التحالف وإمكانياته السياسية والمعنوية لأجل محاربة الطرف الآخر الذي سيطر عليه الغباء السياسي بالأخص فيما يتعلق بالصراع الدائر في كوردستان العراق، وأكثر ما تجلى فيه هذا الغباء ذاك التصريح المضحك المبكي (على غرار المسرح المضحك المبكي، يعني دراما على كوميديا) الذي أدلى به عضو المكتب السياسي السيد صالح سليمان (ابو نوروز) في أوج الاقتتال الداخلي في كوردستان العراق لأذاعة الاتحاد الوطني بأنه وحزبه (الحزب اليساري الكوردي في سوريا) يضعون كل إمكانياتهم السياسية والتنظيمية والمعنوية والمادية تحت تصرف قيادة الاتحاد الوطني في صراعها مع الديمقراطي الكوردستاني، عجباً عن أية إمكانيات كان يتحدث صاحب التصريح آنذاك، وحزبه في ذاك الوقت كان عاجزاً عن تأمين تغطية كلفة مطبوعاته، وسياسياً كان يتظلل بمظلة الـ PKK في سوريا (انتخابات مجلس الشعب السوري للدور التشريعي السادس 1994، حيث ترشح السيد محمد موسى تحت تلك المظلة).
في السنوات التالية من وجودك في التحالف كنت كثير الشكوى والتململ من تهميش دورك في التحالف وقراراته، على اعتبار الرباعي البارتي والتقدمي والوحدة والاتحاد الشعبي (أيام ما كانوا سمنة على عسل) يطبخون القرارات في مطبخهم الخاص.
 أبان انتخابات المجلس الشعب السوري للدور التشريع السادس عام 1994، واثناء المشاورات لاجل تعين ممثلي التحالف في الانتخابات المذكورة، قلت كلمتك المشهورة بأنكم  تورطتم وتنازلتم مرة للآخرين (تقصد انتخابات الدور التشريعي الخامس 1990) ولن تكررها، في ظن منك بأن الطفرة الديمقراطية السورية ستفعلها هذه المرة عسى ولعلا تصبح بضربة حظ عضو المجلس الشعب السوري، كما اصبحت قبل ذلك سكرتير الحزب اليساري الكوردي في سوريا، لكن خابت الآمال والأحلام والتحالف لم يتفق، وأصبح تخالف وتشكلت القائمة الكوردية من السيدين المرحوم كمال احمد سكرتير البارتي واسماعيل عمر سكرتير الوحدة (الذي لم يكن رئيساً بعد)، حيث تخلى سكرتير البارتي عن التحالف وقراره آنذاك، لحساباته الشخصية البحتة.
وبعد، وفي اثناء انشقاق البارتي عام 1998، وفي اجتماع للتحالف لتقرير مصير من يمثل البارتي في التحالف كان موقفك بين البينين (لا معو ولا ضدو)، وانتهى الأمر بالتحالف إلى تبني الرأي بأن السيد نصر الدين يمثل البارتي، وفيما بعد بدأت لقاءاتك الأحادية مع البارتي الذي يمثله المرحوم نذير مصطفى، وجماعة التقدمي الذي يمثله السيد عزيز داوود، وانضجتم سوية فكرة الجبهة الديمقراطية كرد انتقامي من قبل البارتي على موقف التحالف ضده، وبحركة افتعالية مسرحية في إحدى اجتماعات التحالف (1998 أو 1999 حسب ما نقل لنا) ألقيت موعظة سياسية الوداعية على تنكر الآخرين لجهودك وجهود حزبك العظيم، وتهميش دوره السياسي في اتخاذ القرارات، ثم أعلنت انسحابك الميمون من التحالف بعد انتفاء الغرض منه من وجهة نظرك (الثاقبة جداً)، ومن ثم أسستم الجبهة الديمقراطية الكوردية على شاكلة التحالف الديمقراطي الكوردي في سوريا، المسألة لم تكن سياسية بل كانت لمآرب حزبية تنظيمية بحتة بالنسبة لك وللطرفين الآخرين.

ولأنك لم تكن مستقراً سياسياً وتنظيمياً، وتعودت على القفز هنا وهناك حسب الحاجة والمصلحة، فلم يستقر الحال بك في الجبهة وسرعان ما بدا التململ من جانبك بعدما رأيت بصيص أمل آخر  المتمثل في حزب يكيتي الكوردي وتيار المستقبل الحديث التكوين وتجمعتم لتشكيل لجنة التنسيق كوردية (الثورية) بعد الانتفاضة، على أساس تقديم رؤية جديدة وأسلوب نضال جديد في الوسط الكوردي، لكن تلك اللجنة المسماة لجنة التنسيق بقيت بدون تنسيق في أكثر من موقف وحدث، وها هي الآن بلا معنى ومضمون كالتحالفين والجبهة، وأعتقد وهذا اعتقاد خاص بي بأن المجلس السياسي يمشي الهوينة ليلاقي مصير تلك الإطر السابقة الذكر.
عزيزي السيد سكرتير العام المحترم …
لنأتي الآن إلى قصتك مع تأسيس حزبكم الحالي، حزب آزادي الكوردي في سوريا، وهو كما هو معروف نتاج الوحدة بين حزبك القديم، الحزب اليساري الكوردي الذي أممته سابقاً، وحزب الاتحاد الشعبي، والذي كان يمر بمرحلة سياسية وتنظيمية حرجة جداً آنذاك، نتيجة تخلي صفوة من قياداته وكوادره لصفوفه لأسباب شتى، وقد رأى القائمون على أمره بالأخص قيادته المتبقية بأنه لا مخرج له سوى بعملية وحدة مع احد الأطراف، وانت كنت بحاجة أيضاً لتلك البرقعة الإعلامية أيضاً، لكن بشروطك التأميمية السابقة الذكر، قيادة الاتحاد الشعبي ولضعفها السياسي والتنظيمي لم تجد حرجاً في تسليم راية ورئاسة الحزب لك، لتفصل انت ويلبس الآخرين ما تفصله أنت، وكان ما كان.
تفاءلنا خيراً بولادة آزادي الكوردي، على أمل نسف القاعدة الكوردية التي تقول بانه لا أمل من الوحدة لأنه بعد حين سيغني كلٍ على ليلاه، لكن صدقاً لم تشذوا عن تلك القاعدة، وما هو إلا عام أو أكثر ونسمع جماعة الاتحاد الشعبي بأنك تقود الحزب بشكل فردي مطلق، أي قرار سياسي وأن حاز على الأكثرية إن لم ينل رضاك سيكون مصيره على الرف أو في الأرشيف المنسي، ومن ثم بدأت البلبة التنظيمية والسياسية في صفوف آزادي بسبب نهجك الخاص وسياستك الشخصية جداً في التفريق بين كوادر اليساري  والاتحاد الشعبي، وما حدث في تنظيم قامشلي وأوروبا وغيرها خير مثال إلى ما نرمي إليه.
نحن لا نرمي من وراء هذا إلى إثارة أمر ما في ملكيتك الخاصة، في حزبك  آزادي، لكن عندما تصطدم السياسية العامة بالمصالح الشخصية يجب أن تكون الأهمية للمصالحة العامة، تلك هي القاعدة الأساسية في العملية السياسية.
دعنا الآن من مشكلاتك التنظيمية داخل حزبك، ولنعطف باتجاه آخر وهو ما نريد الوصول إليه من هذه المقدمة الطويلة نسبياً باستعراضنا لذاتيتك الحزبية والسياسية بشكل سريع ومختصر. ليست لنا أية غايات شخصية معك أو مع نهجك أو حزبك الذي نبارك بعض سياسته في أكثر من مجال وحدث، القضية تتعلق بفرارك إلى أوروبا وإصرارك على التمسك بمنصبك، بكرسيك، بكونك يجب ان تكون وتبقى السكرتير الأبدي على غرار ختيار التقدمي وغيره من أولياء أمور أحزابنا الكوردية، حتى وأنت على بعد آلاف الآميال من وطنك وتنظيمك، تصر إصرار، وتلح إلحاح على حد قول عادل إمام في مسرحيته شاهد ماشفشي حاجة، وحضرتك مصّر وملح أن تكون الأول لكن بدون ترعى وترى التنظيم او تتواصل معه بشكل عملي، يعني سكرتير بدون ما يشوف حاجة، وهذا نراه لا يليق بك كأحد الكوادر السياسية الكوردية له مساهمته في الحركة الكوردية بغض النظر عن تقييمنا لهذه المساهمات.
لسنوات خلت قرأت في إحدى افتيتاحيات كولان العربي علاقة السيد عبد الله اوجلان بالتلفون، لقد ذهبت تلك الافتيتاحية إلى أن لولا التلفون لما كان أوجلان، وذلك لكثرة اتصالاته بتلفزيونه آنذاك وأعطاءه محاضراته وتوجهاته لـ PKK عبر الهاتف / التلفزيون، وأنت يا عزيزي لا تملك إمكانيات أوجلان لتكون مثله وتعطي توجهاتك عبر الهاتف / التلفزيون، أو تحضر اجتماعات لجنتك المركزية عبر المؤتمرات الهاتفية على غرار إحدى مؤتمرات لمجاهدي الخلق الإيرانية التي تمت عبر تلك الوسيلة منذ سنوات عدة.
لا يعقل سياسياً وتنظيمياً أبداً أن تكون في بلاد الفايكينغ (مملكة النروج)، ورفاقك بالداخل يعانون الأمرين، من جهة شظف العيش وخناق النظام الأمني السوري الاقتصادي والسياسي للشعب الكوردي من ضمنهم أعضاء حزبك، ومن جهة أخرى تلك المحاكمات القراقوشية التي تقام على قدم وساق بحق رفاقك القياديين، يجب ان تأخذ منهم أسوة حسنة في النضال والصمود ومقارعة الآلة الأمنية السورية، لا كما قلت في برقيتك إلى ذوي المرحوم عضو اللجنتك السياسية السيد سامي ناصرو (وكم كنت أتمنى من اعماق قلبي ان اكون بينكم لاشارككم مراسيم التشييع والعزاء ، ولكن الظروف التي ارغمتني على البقاء في الغربة القسرية حالت دون تحقيق هذه الرغبة)، عن أية ظروف تتحدث يا سيدي السكرتير، تلك الظروف أنت اخترتها بنفسك واتخذت قرار الهرب بملء إرادتك، وإذا كان كل سكرتير أو قيادي في الحركة الكوردية سيتحجج بالظروف القسرية والمرغمة في تبرير ابتعاده عن التنظيم ، فبئس لتلك القيادات، والأجدر بها ترك مناصبها للذين آلو على أنفسهم البقاء والصمود والمقاومة.
للروائي والشاعر والمسرحي الإنكليزي ديفيد هربرت لورانس مقولة شهير (كل إنسان له نفس عامة ونفس خاصة، وذلك بدرجات متفاوتة)  والسياسي يجب أن تكون نفسه عامة للكل لا لذاته، وأنا حسب معرفتي بك وبمشوارك السياسي وقراءتي الخاصة لها، نفسك السياسية خاصة جداً جداً، وهي على بعد شاسع من القضايا العامة التي تهم شعبنا الكوردي في سوريا.

عزيزي السكرتير العام المحترم …
أن تكون الأول، يعني أن تكون في مقدمة الحزب، تقارع تدافع عن مبادئه، أهدافه، أن تكون أسوة حسنة للقواعد في الصمود، لا أن تكون في واد والتنظيم في واد في وضعك الحالي، يعني المسألة بدها شوية حسابات مختلفة من قبلك بخصوص بقاء وتطور آزادي نحو آفاق جديدة سياسياً وتنظيمياً، أو بقاءه في حضنك يرواح مكانه متراجعاً.

وبعد، الحياة موقف ومبدأ، والعبرة لمن أعتبر، وخذ العبرة من سياسي الأرض التي تعيش فيها اليوم، لعل الأجيال القادمة تذكرك بالخير، وتذكر لك حسنة تغسل ذنوب المسيرة المتعرجة.


 











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق