خالد سينو
بداية نقدم عزاءنا الحار لذوي الراحل …
فيما مضى كتب الكثير عن الراحل ومناقبه الإنسانية، لكن الملاحظة التي لفتت انتباهنا كان غياب شبه كامل للبانورامية التي ميزته سياسياً، هذه المسألة الحيوية غابت عن البعض أو غيّبت عمداً من قبل البعض الأخر، لقد تم التطرق للمسألة وكأن الراحل اسماعيل عمر شاعر او فنان او رجل دين أو ما شابه حتى تدبج كل تلك المقالات الشاعرية في رحيله، بل كان شخصية سياسية كوردية سورية ورئيس لحزب سياسي كوردي له من المواقف السياسية والتنظيمية اثر فيما أثرت على مجمل الوضع الكوردي السياسي والتنظيمي. لذلك كان حريّ بالذين كتبوا عنه (بالأخص الذين امتهنوا الكتابة السياسية والتحليلية كوردياً) أن يتناولوا مواقفه وسياسته وتأثيراتها على حزبه إلى جانب ما تناولوه من الحديث عن المشاعر والاحاسيس وصفاته الانسانية الحميدة وقامته العالية، تلك التي لا نختلف عليها مع احد كوننا احد الذين عرفناه و عاشرناه عن قرب لعقود خلت، وإلى حدٍ ما تأثرنا به.
و بما ان للموت وقع فجائعي خاص ومذهل إضافة إلى إننا تربينا على ثقافة (اذكروا محاسن موتاكم) وحرصاً مني كي لا يعتبر احدهم كتابتي هذه بمثابة تشفي بموته المبكر،الذي لا اتمناه لأحد بهذه الفجائية الدراماتيكية المبكرة، سأحاول ان ابتعد عن الاسلوب الذي عرفت به واعتاد القراء على قراءة مقالاتي التي لها نمط وذو خصوصية تخصني، والتي هي ممنوعة من النشر في اغلب مواقعنا الكوردية "الديمقراطية جداً" و "المستقلة جداً" لكن على طريقتها الخاصة ايضاً جداً.
وكي اكون منصفا تجاه الراحل و صائباً في ما ذهبت إليه بحقه سأورد بعض المفارقات والشقلبات في مواقفه ليقتنع القارئ (وقد لا يقتنع) بان موقفي و تقييمي له مبني على الدلائل الدامغة و الاثباتات القطعية.
تبرير الانقسام بالتهم المفبركة:
لن اعود الى الماضي (مرحلة البارتي) تجنبا للتكرار لما نشرت في مقال سابق لكنني ساتطرق الى المرحلة الصعبة و الخطيرة التي تلت انقسامه الميمون الذي ارتكز على تهم تخوينية لشخص سكريتر البارتي كمال احمد، و ليجعل من الاخير مادة دعائية و تنافسية للمزاحمة من يكون الرقم الاول في الحزب، وفعلا كان له ذلك و اصبح سكرتيرا بعد ان نحر البارتي من الوريد الى الوريد متناسيا بل ومتجاهلا، ودون ان يرف له جفن على الدم الحار لحلبجة الشهيدة. بانقسامه وطلاقه للبارتي بالثلاث كانت الخطوة الاولى بالنسبة له للخروج من نهج البارتي والانقلاب على البارزانية وخطها القومي التي اثقلت كاهله السياسي كما اثقلت كاهل غيره من قبل، و تحت يافطة من العناوين التضليلية والتشويشية الخادعة (رفض الوصاية) و ( استقلالية كل ساحة) و ( نبذ سياسة المحاور) و (نحن لا نتدخل في شؤون احد و لن نسمح لاحد ان يتدخل في شؤوننا اي من كان)، لكن الايام كشفت المستور و اثبتت ان تهمه المغشوشة و المصنوعة ذاتياً وشعاراته الخلبية و الجذابة لم تكن إلاّ ( كلمة حق يراد بها باطل). ولتكتمل طبخته السياسية والتنظيمية، وتأخذ فعلها الدعائي بين صفوف من تبعوه من المريدين والاتباع من صفوف البارتي كتب في تقريره السياسي المقدم إلى مؤتمره الاستثنائي (بعد الانشقاق عن البارتي) بكل المقاييس ولكي يكون اميناً لما روج عن سكرتير البارتي، وابتعاده من جهة أخرى عن نهج التقدمي وختياره قال بالحرف او اورد مايلي في مجال تقيمه لشخص سكرتير التقدمي وتحليل وضعه السياسي (… بأنه سمسار الأجهزة الأمنية لدى الحركة الكوردية … )، فمن يتمعّن قليلا في اصطفافه السياسي الاستراتيجي خلف نهج الحزب الديمقراطي التقدمي الآن، الذي يعترف سكرتيره عبدالحميد درويش علنا و في ندوات جماهيرية بانه شجاع (يا لها من الشجاعة لا يحسد عليها) وصريح فهو (يذهب الى الفروع الامنية في وضح النهار و امام اعين الجميع و لكن غيره يذهب إليها خلسة في ظلام الليل). ألم يكن مبرر الانقسام لدى الاستاذ اسماعيل ان (كمال باع البارتي بفنجان من القهوة وعن طريق السيد حميد درويش) اين هو ونهجه الآن من هذا الاتهام؟ و لماذا لم تكن نظريته الفيصل في التعامل مع سكرتير التقدمي الذي يعترف على نفسه بكل فخر؟ بل سلم نفسه وحزبه لنهج الاخير و احيانا زاود عليه وخلفه وراءه.
الملاحقة السياسية:
في عام 1994 انتشر الخبر عبر الاثير بنفخات حزبه إن إسماعيل عمر ملاحق ويتوارى عن الأمن. بعد فترة اتضح لقواعد حزبه انه بعينه مرشح الحزب لانتخابات مجلس الشعب السوري و نحن جميعا نعلم آلية الترشيح في سوريا ومن يشرف عليها، طبعا هذه القصة قديمة/جديدة في تاريخ حركتنا السياسية فسكرتير حزبه السيد شيخ آلي كان ايضاً ملاحقاً لما يقارب الربع قرن ولم تستطع الاجهزة الامنية الوصول إليه رغم تنقله الكثير (ربما لارتداءه طاقية الاخفاء)، بعدها انتقلت العدوى الى حزب يكيتي فعضو اللجنة السياسية السيد عبدالباقي يوسف الملاحق و الفار الى كردستان العراق استطاع ان يدخل سوريا و يحضر مؤتمر حزبه(المؤتمر الخامس لحزبه) دون ان تلاحظه الاجهزة الامنية، و الان وصل حبل التسلق إلى النضال لحزب آزادي فالسيد بشار امين عضو اللجنة السياسية يدعي هو الاخر انه ملاحق و لكنه ينتقل من خيمة عزاء الى اخرى.
الالتحاق بالتحالف:
من المعلوم ان التقدمي دخل التحالف قبله( قبل حزب الوحدة) و بشروط ، واستطاع ان يغيّر في البرنامج و النظام الدخلي، اما حزب الوحدة فكانت قائمة شروطه طويلة جدا ونشرت على صفحات جريدته المركزية لكنه دخل (عفواً التحق هرولة) بالتحالف وقبل ما هو قائم دون تغيير. وهذا الدخول كانت بمثابة الصاعقة على اسماع قواعده، ومسألة شروطه النضالية تلك لكي يدخل التحالف لم تكن إلا اوراق صفراء لأجل التفاوض حتى يقبل به الآخرين (جماعة التحالف).
الموحد… الوحدة وصراع أحبة الأمس على الكرسي:
بعدما خبر الراحل كرسي السكرتارية، اولاً لحوالي ستة أشهر بداية انشقاقه عن البارتي، ومن ثم توحده مع جماعة شيخ آلي المناطقية "حزب العمل" (على اعتبار حزب آلي كان محصوراً في منطقة واحدة)، ومن ثم إعلان حزب الوحدة من الموحد ومن الانشقاقات المتتالية لاحزاب كوردية (الاتحاد الشعبي، اليساري) والشغلية بكامل طاقمها (النضالي)، تربع الراحل في كرسي الصدارة، على أمل تداول هذا الكرسي فيما بعد وبشكل منظم بين زعماء الانشقاقات السابقة الذكر، هذا بالاضافة إلى دفع وتيرة النضال عالياً، لكن لا بد وأن يذوب الثلج ويبان المرج، وفي أول محطة تنظيمية رفض الراحل التنازل عن كرسي السكرتارية مما دفع بجماعة الاتحاد الشعبي الانسحاب من الوحدة على اساس الإخلال بشروط العقد المبرم فيما بينهم أبان تشكل الوحدة، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل المسألة اخذت فيما بعد منحى آخر بين رجلي الوحدة (آلي/ إسماعيل) في ربيع عام 2002 عندما رفض الراحل ترشح رفيقه في الحزب لمنصب السكرتير وقاطع اعمال المؤتمر لساعات عدة حتى تم حل العقدة بين الاثنين وانقاذ الحزب من الانشقاق، على أن يكون الراحل رئيساً والآخر سكرتيراً، أي تم تقاسم الكعكة.
الندوة المغدورة:
في إحدى الاستفاقات النضالية للهيئة العامة للتحالف والجبهة قررت عقد ندوة سياسية بتاريخ 08.08.2005 في القامشلي للفعاليات الاجتماعية الكوردية من المثقفين و الاطباء و المهندسين و المحامين، بعد حضور الجميع الى المكان المقرر يرنّ جوال الراحل فيخرج من الغرفة وثم يعود و يهمس في أذن السيد عبدالحميد درويش، بعدها قام الاخير بالغاء الندوة مبررا حرصهم على سلامة الحضور حينها فهم الجميع أن الاتصال (ربما كان من ……)، فاصّر البعض من الحضور على عقد الندوة ورفضوا الابتزاز الا ان القيادة المنوط بها إدارة الندوة الغتها قسرا. و بقي السؤال قائماً: لماذا الاتصال مع اسماعيل و ليس مع حميد او اي شخص آخر؟ و من كان المتصل؟ وماذا قال المتصل؟ وبماذا وجهه…؟
إعلان دمشق:
بعد تأسيس الإعلان وصدور وثيقته الرسمية انتقدت بعض الاطراف الكوردية الميثاق في نقاط عديدة منها عدم ورود مصطلح (الشعب الكردي) في سوريا كمدخل لإنكار الوجود والحقوق. فسارع احد فطاحل الحزب السيد زردشت محمد عضو اللجنة السياسية يبحث في القواميس السياسية (يبدو انه استفاد من تعليمه المفتوح) ليكتشف لنا اكتشافاً علمياً نادراً قد تصبح إحدى نظريات علم السياسة الحديث مفاده ( وفقا للقانون الدولي و بخلاف ما هو دارج في برامج الأحزاب العربية و الكردية على السواء لا يجوز الحديث عن اكثر من شعب في دولة واحدة فمن الناحية القانونية تتكوّن الدولة من " أرض – شعب – سلطة سياسية " الشعب مقولة سياسية تختلف عن مقولة المجتمع فالمجتمع يتألف من قوميات متعددة بينما الشعب جمع من المواطنين الأحرار المتساوون في الحقوق والواجبات في ظل سيادة القانون والدستور وتكتسب الهوية الفعلية من الدولة الوطنية). و الجدير بالذكر انه عقب(فتح العين) هذا الفتح العلمي والسبق الصحفي الكبير، نشرت الجريدة المركزية للحزب هذا الاكتشاف العلمي المذهل المخصص لتدجين العقل الكوردي عربياً والمخصص للقراءة في اورقة اجتماعات منتدى جمال الاتاسي وبعدها لتتوّج بندوة لقيادات الاحزاب و المثقفين في القامشلي.
طبعا سوسلوف الحزب السيد زردشت لم يعترض في كشفه العلمي المبهر على اسم (الجمهورية العربية السورية) على ضوء اكتشافه "المثير للجدل" (العبارة مقتبسة من برنامج لتلفزيون العربية) او على مصطلح (الشعب العربي) او انه لايجوز لاعلان دمشق ان يعتبر (سوريا جزء من الامة العربية) لانه مناقض لكشفه التاريخي الفذ.
العلم الكردي:
في 09.06.2005 نشر موقع روژ آفا نت مقابلة مع الراحل اسماعيل عمر عن تداعيات مظاهرة 05.06 التي نظمها حزبا آزادي و يكيتي على خلفية استشهاد الشيخ محمد معشوق الخزنوي. حيث انتقد الراحل (رفع علم كوردستان في التظاهرة لان ذلك لم يلقى صدا جيدا لدى القوى العربية) .
في 22.04.1997 نظّم حزب الوحدة رحلة بمناسبة يوم الصحافة الكوردية الى قرية علي بدران. فعلا كانت ناجحة بكل المقاييس من حيث الحضور والتنظيم باعتراف الجميع. اثناء عرض الفرقة الفلكلورية للحزب للرقصات الكردية تحمّس بعض الشباب ورفعوا العلم الكردي فتدخل الرفاق الحزبيين على الفور نازلين العلم بحجة احترام مشاعرالحاضرين من الضيوف العرب، على العكس من رمز الحزب الذي كان يرفرف عاليا. تفهم الشباب الموقف وتجنبوا المشاكل وبينما كنت اتبادل اطراف الحديث مع احد كتابنا لمحت الراحل يستقبل بحفاوة صاحب بدلة عسكرية برتبة لم اتعرف عليها. التفتت الى الكاتب سائلا ومن يكون هذا؟ فأجاب ساخرا :(هذا هو الذي انزل العلم الكردي على شرف حضوره).
المفارقة هنا ان الراحل و حزبه منعا رفع العلم الكردي في سوريا قبل النظام بسنوات حيث أصدر مكتب الامن القومي لحزب البعث الحاكم في نيسان 2008 قرار ينص على ( منع اي تجمع او احتجاج او احتفالات الا بموافقة وزارة الداخلية و منع رفع الاعلام الكردية و تحويل رافعيها الى محكمة امن الدولة بتهمة الخيانة العظمى و اقتطاع جزء من سوريا). بالاضافة الى انه و حزبه سبقوا النظام في منع (التجمعات و الاحتجاجات والمسيرات و لتظاهرات) بعد شطبها من لاحقة اشكال النضال السلمي الوارد في المادة الاولى من البرنامج السياسي للحزب في المؤتمر العام 2005 .والجدير بالذكر انه لم يرفع العلم الكردي على غرار اعلام الجمهورية و شعار الحزب خلال مراسيم الاحتفال بالافراج عن سكرتير الحزب السيد شيخ آلي في 18.02.2007 وكذلك الامر خلال مراسيم دفن الراحل في 19.10.2010.
الموقف من استشهاد الشيخ محمد معشوق الخزنوي:
لخّص الراحل الموقف من استشهاد الشيخ محمد معشوق الخزنوي بـ (استشهاده على الجبهة الاسلامية)، حيث صرح لموقع روج آفا نت بما يلي حرفيا ( و في اعتقادي فـإن نشاطه ضد القوى الارهابية هو الذي تسبب في اغتياله فالانتماء القومي الكوردي-الكوردايتي- ليس خطا أحمر، ولا يقتل احد في سوريا بسبب الكوردايتي). اذا كافأ الراحل ذلك الشيخ الجليل الذي دفع حياته ثمنا لمواقفه الكوردية بهذه العبارات التي تقشعر لها الابدان. لكنه يجزي مفتي جمهورية البعث الشيخ احمد كفتارو بالعبارات التالية في برقية عزاء ( بحزن عميق وأسف شديد تلقينا نبأ رحيل الشيخ الكبير احمد كفتارو ، المفتي العام للجمهورية، الذي يعتبر رحيله خسارة كبيرة لسوريا وشعبها، حيث كان الفقيد الكبير خير نصير للحق ومدافع عن المستضعفين و رافض للظلم بكل أشكاله، و بذلك قد خسرنا به سندا عند الشدائد و معينا عند الململات).
التحالف… التخالف والجلوس على الانقاض:
من المماحكات الناشبة بين طرفي الخلاف في التحالف، البارتي واليساري من جهة، والتقدمي والوحدة من جهة أخرى، نستطيع أن نكّون صورة واضحة عما حصل في أروقة المغدور به (التحالف). المسألة انطلقت من توزيع المهام في التحالف، من يمثل التحالف في إعلان دمشق، من يكون الناطق الرسمي باسم التحالف، ما هي آلية اتخاذ القرار في التحالف، السبل الواجبة اتخاذها حول آلية تعديل وثيقتي التحالف البرنامج السياسي والنظام الداخلي … الخ. تفجر الصراع وكشف المستور للعلن من تطاول ختيار التقدمي على رموز وشخصيات سياسية في كوردستان العراق، وفي تلك المعمعة الدونكيشوتية التحالفية سمعنا وقرأنا بأن الراحل انكر ما نسب إلى سكرتير التقدمي وتفوهه بالبذاءات في اجتماع سياسي من المفروض أن يكون محترماً حتى اتجاه الأعداء، وعلى هذا روج في الوسط الكوردي بأن الراحل كان شاهد زور، وهذه التسمية ألمتنا كثيراً لما وصل إليه الأمر بين ساستنا الفطاحل.
الموقف من النظام:
هل كان الراحل فعلا معارضاً؟ اذا كان كذلك فأين تصريحه بالرد على سكرتير حزبه السيد شيخ آلي عندما صرح امام الملايين على قناة المستقلة الفضائية ( من التجني تحميل سيادة الرئيس مسؤولية سلوكيات الاجهزة الامنية على مستوى القطر)و اضاف ( لكن نحمل مسؤولية التعفسات و العسف الموجود وتصورها بشخص رئيس الجمهورية برأينا هذا خطأ) و اضاف ( انا بقصد وظيفة الاعلام وخاصة المستقلة و غيرها من الفضائيات العربية ما يصورا رئيس الجمهورية عندنا بصورة فرانكو اسبانيا او صدام عراق) ؟
في 31.05.2010 صرح الراحل لقدس برس حول الاخبار التي أشاعتها بعض الاطراف الكردية عن وجود استهداف لهم في سورية، قال عمر ( هذا أمر مبالغ فيه، فالتشدد موجود بحق الجميع في سورية، و لكن بالنسبة للوضع الكردي هناك استهداف لبعض الاكراد السوريين، و هناك جهات عنصرية معنية بشطب المكون الكردي و انهائه في سوريا ) وحينها اثرنا في وجهه عدة استفسارات وأسئلة عبر مقالة تحت عنوان (رئيس حزب الوحدة والشقلبة السياسية )، اذا الحديث يدور عن جهات عنصرية و ليس عن سياسة ممنهجة و منظمة من قبل النظام .
اعتقد مما سبق لا يختلف اثنان (وهناك من سيتخلف معنا حتماً) على ان الراحل كان يملك صفات انسانية حميدة الى جانب مواقف سياسية هي حميدية أكثر من أنها مبدئية.