الاثنين، 17 يناير 2011

ليتك لم تنعش ذاكرتي

 بانوراما الراحل … ثانية

خالد سينو

"كل الحقائق تمر بثلاث مراحل: الأولى أن تتعرض للسخرية، والثانية أن تقاوم بعنف، أما الثالثة فأن يتم اعتبارها من المسلمات"
آرثر شوبنهاور  فيلسوف ألماني

في بعض الأحيان عندما يتوقف الكمبيوتر ولا يستجيب اقوم بتحديثه، و ذلك باختيار خاصية التحديث و التي تسمى الـ  Update ، تماما كما فعل العزيز آزاد محمد بتحديث ذاكرتي وانعاش خلاياها الكامنة التي تختزن الكثير من تفاصيل حياتنا الحزبية (تنظيمية وسياسية وثقافية) مؤجلة للمستقبل لاعتبارات ما. 

دوّن عزيزنا آزاد محمد وجهة نظره تحت عنوان، (ليس رداً على آزاد حمه)، وفعلا عنوانه كان موفقا إلا انه توّجنا بتبريرات انفعالية غير موفقة و مشبعة بمفردات نابية واتهامات باطلة تتجاوز الرد الطبيعي الهادئ والهادف الى الاساءة والتشكيك والتخوين المبطن يمينا وشمالا وبدون ضوابط وحدود لدرجة انه زجّ اسماء قيادات احزاب كردية ليست لها اية علاقة بما كتبناه في تلك البانوراما السريعة عن الراحل، بعضها فارقت الحياة و بعضها الاخر يتعرض لابشع انواع التعذيب في سجون وأقبية أمن النظام التي يرفرف عليها علمه السوري. هذا هو الاسلوب (الانتقامي) الرسمي المعروف والمتبع من لدن قياداتنا الحزبية عندما يوحّه لهم او لسيّدهم نقد او مكاشفة خاصة امام الجماهير او القواعد الحزبية. اعتقد ان السيد آزاد محمد بدفاعه الانفعالي العقائدي كالعقائدية الحزبية السارية في سوريا رسمياً اساء الى حزب الوحدة و الى شخص الراحل الاستاذ اسماعيل عمر لانه ببساطة لم ينفي نقطة واحدة من النقاط التي ذكرتها في (بانوراما مواقفه السياسية) بل أكد على صحة جميعها ولكنه تناولها و فسّرها بل بررها بطريقته الحزبية الخاصة جدا. وما اتمناه ان لا يكون آزاد محمد هو نفسه المصدر المطلع في حزب الوحدة الذي نشر توضيحا  في    10.06.2005حول ما نشر في روزآفا.نت من تصريحات للاستاذ اسماعيل عمر ، حيث اساء المصدر المسؤول وقتها أيضا من خلال توضيحه الى حزبه والى شخص رئيسه مما دفع بالاخير ( أي بالراحل)  الى نشر توضيح ثان لان التوضيح الاول (تنقصه بعض الملاحظات)- حسب تعبيره، حينها حاول الراحل التراجع و لو بشكل جزئي عندما كتب ( أما الملاحظة التي أردت التأكيد عليها في تلك التصريحات، هي أن الانسان في سوريا لا يتم اغتياله أو تصفيته لمجرد انه كردي، و هذا يختلف عن ـ الاغتيال بسبب الكردايتي) ( أي بسبب النضال القومي الكردي) و الذي راح ضحيته العديد من الشهداء. والغريب الذي لا يصدقه عاقل ان يكون عزيزنا آزاد محمد (المناضل) حتى اللحظة يأبى التراجع بل يؤكد و يصّر على ان (الانتماء القومي الكردي – الكردايتي – ليس خطا احمر، ولا يقتل احد في سوريا بسبب الكردايتي) و إلا لماذا لم يقتل فلان او علان – حسب رأيه. يبدو لي وبكل أسف بان مسلسل مقتل الجنود الكورد في قطعات الجيش السوري بشكله الملفت حتى لنظر العميان،  لم يلفت نظره ونظر الذين سبقوه !!!..

عزيزي آزاد محمد ...
لنستذكر معا انقسام البارتي، انت تدّعي ان الاستاذ اسماعيل عمر لم يكن وقتها يفكر ان يكون الرجل الاول في الحزب، و لكن الواقع و الحقيقة يثبتان عكس ذلك لانه فعلا اصبح الرجل الاول في حزبه أو الاصح في احزابه اللاحقة (البارتي قبل التوحد مع العمل، ثم الموحد، وبعدها الوحدة) منذ ذلك التاريخ حتى وافته المنية عام 2010 اي ما يقارب الـ 22 عاما. أما ما يتعلق باستقالته التي تطرحها فهي قصة قديمة/جديدة استهلكها الكثيرون قبلك وهي ورقة خاسرة و ليست منها اي فائدة لان الواقع اثبت عكس ذلك كما اسلفنا. ولعلك تتذكر الندوة التي عقدها الاستاذ اسماعيل عمر في إحدى الخانات في قرية (ج) كمؤشر نهائي لحالة الانقسام في البارتي حيث حضر الندوة (التنظيمية جدا) فقط الرفاق الحزبيين (المؤيدين له) من الفرقة الى المنطقية وهذا لا يجوز حسب النظام الداخلي ويتنافى كفعل مع من يريد التوقيع على ورقة بيضاء /الاستقالة، أما ما تطرحه بشأن المفصولين فلم يكن هناك في دمشق ولا في حلب أي مفصول او مجمّد من حزبك البارتي آنذاك، والمسألة كانت محصورة في تنظيم الجزيرة، وبشكل أكثر تحديدا في مدينة القامشلي وبالضبط في شخص واحد من اللجنة المنطقية و هو السيد ع. خ. بالاضافة الى  شخصين او اكثر من اللجان الفرعية التابعة لمنطقية القامشلي كان احدهم الاخ (ف.) حيث كان وضعه متعلق بتقرير تهكمي اتهامي لشخص سكرتير الحزب. وبالنسبة للسيد ع. خ. ادّعى بانه يضع نفسه تحت تصرف اللجنة المركزية بعد ان قدّم استقالته بشكل طوعي بحجة انه مطلوب للجيش لأن الاجهزة الامنية تضغط عليه و تخيّره بالعمل معها او الالتحاق بخدمة العلم وهذه الواقعة يذكرها كل اعضاء اللجنة المنطقية في القامشلي. هؤلاء هم النموذج الذي دافع عنهم رئيسك الراحل واستخدم ورقة الفصل والتجميد لتمرير الانقسام كضغط اضافي وعامل مساعد لورقته الرئيسية ضد شخص سكرتير البارتي الشهيد كمال احمد.

لنعود الى قضية التحالف و استبدال الاتحاد الشعبي بالتقدمي وبالضبط  الى بداية  
المشكلة كما اثرتها انت. والبداية تتوضح بقلم احدهم (هو مثلنا نحن الأثنين مختبئ تحت اسم مستعار ت.س. إليوت) هذان الرابطان قادنا إليها العم  Google   في نبش خبايا خلافات البارتي بصدد التحالف وما ذكرته أنت فيما يخص وضع الاتحاد الشعبي والخلافات التنظيمية مع التشديد على أنها لم تكن سياسية بعد مؤتمر البارتي الخامس (ألح وأصر عليك أن تطلع عليها لترد عليه أيضاً إن كان منافقاً مثلي كما تدعي):
الحلقة الرابعة:

الحلقة الخامسة :

سترى بأننا لم ننطق من الهوى، بل استندنا إلى أحداث ووقائع كُتبت بقلم أحد كوادر البارتي (انت كنت واحد منهم فيما سبق). بالعربي الفصيح وبعد مراجعتنا للمقالتين، والعودة الى البعض من الرفاق في البارتي والوحدة، والمطابقة بين اقوالهم وما في الحلقتين تبين لنا بأن الأنقسام لم يكن على خلفية الخلاف بشأن الاتحاد الشعبي (كما تدعي انت) لأن مسألة الخلاف تلك سويت بالمؤتمر الخامس للبارتي وانتهت وأغمت كل القوى المتحاربة في تلك الواقعة الاتحاد الشعبية البارتوية اسلحتها في قروبها، والخلاف تفجر فيما بعد،  أي بعد المؤتمر لانتكاسة أحلام البعض في الصعود إلى سدة الحكم (عفواً الى اللجنة المركزية) وسقوط البعض الآخر، يعني بالمشرمحي المسألة لم يكن موقف المرحوم من ضم التقدمي للتحالف وطرد (مناضلي) الاتحاد الشعبي لأن المسألة لم تثر في صفوف البارتي (لا فوق ولا تحت) بهذا الشكل (الاستبدال)، بل المسألة برمتها كانت شخصية وتنظيمية على أساس هذا موالي لي وحمايته واجب، وذاك موالي لذاك وحمايته واجب على ذاك في قيادة البارتي. ارجو أن تكون قرأت المقالتين بتمعن وفكر منفتح ليعاد انعاش الذاكرة البعيدة لديك.

عزيزي آزاد..
لنعود مرة أخرى الى الموحد… الوحدة وصراع أحبة الأمس على الكرسي: عزيزي المسألة لم تكن كما ذكرت الانسحاب من الحياة السياسية والتفرغ للكتابة، بل المشكلة تفجرت عندما رشح السيد شيخ آلي نفسه إلى جانب الراحل لتبوأ مركز السكرتارية كمنافس ديمقراطي، فانسحب الراحل من الترشيح وخرج من قاعة المؤتمر والتحق به عدد من المؤتمرين/ المريدين قسم متضامن معه، وقسم آخر بهدف الضغط عليه للرجوع إلى القاعة لمتابعة الأعمال والخضوع للعبة الديمقراطية التي كان يؤمن بها الراحل (جداً)، المسألة لم تحسم مباشرة، وبعد أخذ ورد لاربع ساعات تقريباً إن لم تكن أكثر تم إيجاد مخرج من ورطة الانشقاق (كما اعترفت بنفسك) باقتراح يحفظ ماء وجه الأثنين، وذلك بأن يكون الراحل رئيس الحزب وشيخ آلي سكرتير الحزب، وأعلن صديقنا المشترك السيد شيخ آلي في المؤتمر تأييده ترشيح الرفيق إسماعيل لرئاسة الحزب وأصر على حقه في سكرتارية الحزب لأن المؤتمرين انتخبوه عن قناعة وبأكثرية، فالراحل كان مصرا ان يكون الاول أو الابدي في الحزب و إلا سيعرّض الحزب للانشقاق  وإذا كنت تصر على رأيك بهذا الخصوص لنطرح الموضوع بصيغة أخرى.
مشروع النظام الداخلي المقترح من قبل قيادة الحزب قبل المؤتمر لم يكن مدرجاً فيه لا من قريب ولا من بعيد منصب رئيس الحزب وصلاحياته، التوضيح وشرح المهام كان لمنصب سكرتير الحزب، وعند حدوث تلك المشكلة وتشطر المسؤولية الأولى في الحزب إلى مسؤوليتين الأولى رئيس الحزب والثانية سكرتير الحزب (لا حظوا هنا سكرتير الحزب يعني منتخب من المؤتمر، وليس سكرتير اللجنة المركزية تنتخبه اللجنة المركزية بعد المؤتمر وهنا كان الفخ لان الشيخ آلي كان قد أحكم على المؤتمر بالاغلبية المطلقة و الراحل كان سيد العارفين بالنوايا) ولأن الوقت ضيق جداً والمؤتمر شارف على النهاية تم إصدار قرار خاص بأن يقوم الاجتماع الموسع الاول بعد المؤتمر بصياغة مهام رئيس الحزب، إذاً المسألة كانت طارئة ولم تكن في الحسبان واستحدثت على عجل لتفادي الأنقسام و … و … صفق المؤتمرين كما تقول.
ولنناقش المسألة من وجهة نظر ثالثة أي تنظيمياً. تنظيمياً في حزبٍ ما عند انتخاب رئيس الحزب من المؤتمر وفي حال وجود السكرتير ايضا يتم انتخابه فيما بعد من قبل اللجنة المركزية ليسمى سكرتير اللجنة المركزية وليس سكرتير الحزب، وفي حالة الوحدة الاثنان انتخبا من المؤتمر بمعنى لهما نفس القوة التنظيمية والسياسية لأن منصب الرئيس في الوحدة لم يكن شكلياً أو فخرياً حسب اطلاعنا.
 مشكلتك يا عزيزي تكمن في تقمص ثقافة أصدقائك من القوميين العرب وبالاخص مفهوم نظرية المؤامرة والتي تمنعك ان تفكر ولو للحظة بأنني لست من الحاقدين بل شاهد عيان على الحادثة/ المؤتمر في ريف عفرين في … .

الندوة المغدورة: من السذاجة أن نصدق بأن الندوات التي تقام من قبل أطياف المعارضة السورية بمختلف إنتماءاتها القومية والسياسية بأن لا تكون شبه مكشوفة بدرجة ما لانها علنية نوعا ما في ظل هذا الفلتان على الساحة السورية وتعدد الأجهزة الأمنية و أذنابها من جهة، و من جهة اخرى غياب اليقظة الثورية لدى احزاب (المعارضة) و لم تقتنع الى الان بانها تعيش في دولة امنية بامتياز، والمسألة لا تتعلق بتلميحاتك التخوينية الخالية من الذكاء بأنني ربما كنت مراقب على أجهزة هواتف قيادات الحركة الكوردية (لاحظوا هنا تخصيصه لمهمتي بمراقبة القيادات الكوردية حصراً)، المسألة تُنظر إليها من زاوية آخرى لماذا تلغى هذه الندوة بالذات، قبلها كانت ندوات كثيرة و كذلك بعدها وأغلبها إن لم نقل كلها كانت مكشوفة بدرجة ما ولم تلغى الاّ بالتدخل الامني المباشر، المسألة بحاجة إلى إعادة القراءة من قبلك ياعزيزي بروية وعدم الانفعال. جدلا إذا كان الاتصال من أحد رفاق الوحدة بسكرتيره ليحذره من خطر او احتمال المداهمة في هذه الحالة و بناء على ذلك اعود اوجه نفس السؤال لك كيف عرف رفيقك بالمداهمة الأمنية هل هو ايضاً مثلي له وظيفة مراقبة؟؟؟..

أما بالنسبة لموضوع العلم الكوردي لم اقتنع بمقارناتك ومقارباتك الميكانيكية بيننا وبين كوردستان العراق، المسألة تخصنا نحن ككورد سوريا، ولنا رؤيتنا الخاصة في هذا الموضوع، ومن جهة أخرى لم تتطرق إلى موضوع علم أو رمز حزبك المقدام، لماذا لا تطبق مفاهيمك ومقاييسك الخاصة بخصوص العلم الكوردي والسوري على علم(رمز) حزبك أيضاً عندها سأعتبرك صادقاً و مبدئيا.
عزيزي لا يخفى عليك بان أحد اهم ثوابت حركتنا السياسية منذ التأسيس هو التلازم والتكافئ بين النضالين القومي و الوطني، بمعنى ان جميع احزابنا ليست ضد رفع علم الجمهورية الى جانب العلم الكردي في مناسباتنا القومية والوطنية وفي نفس الوقت يجب ان لا يرفع احدهما على حساب الاخر، وكان انتقادي للموقف المعتمد من قبل حزب للوحدة بالمبالغة في تفضيل البعد الوطني على البعد القومي و أنا اعتبر ذلك خطأ استراتيجيا فادحا و خروج واضح من الثوابت الوطنية للحركة الكردية.     


عزيزي آزاد
يبدو أن قراءتك(الفذة جدا) لما كتبتهُ قد اوصلتك لقراءة ما لم اكتبه أو أطرحه في بانوراما الراحل، لم اطرح مفهوم الحزب والهوية الكوردستانية (هنا الهوية كأثبات شخصي)، بل طرحي هو كأنتماء كوردي تاريخي في سوريا، وإذا كان الساسة في كوردستان العراق لن يستقبلوني أو يستقبلوا أولياء أمور أحزابنا ككوردي فبأي صفة سيتم استقبالهم، هل بصفة عربي سوري كما هو مكتوب بالهوية الشخصية وكما تصر، أم ماذا …؟ نعم يا عزيزي هذا هو الفرق بين السياسي و … ، فأحكم انت بنفسك من هو هذا وذاك، وهنا لن أقول أكثر مما قاله الشاعر الكبير محمود درويش (لا اخجل من هويتي فهي مازالت قيد التأليف….) تلك الهوية التي تريد منا ان نخبأها خجلاً منها أو خوفاً من الجلاد، فبئساً للذي ينسلخ من جلده و قومه لا للشيء سوى لأنه يعيش قي دولة اسمها على الخارطة الجمهورية العربية السورية.
ببساطة يطلب منا السيد آزاد محمد أن نبلع ألستنا ونسكت، و أن لا نفتح أفواهنا إلا عند طبيب الاسنان أو التغني بمجد حزبه وزعاماته وتقديم آيات الطاعة والولاء لهم جيئاً وذهاباً ، ونكون من المصفقين ومن مرددي شعاراته وقادته الواقعين جداً.
نحن لا ندعي النضال، بل حاولنا تطبيق نص الحديث الشريف (عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم)، ونحن بوضعنا الراهن لم نصل بعد إلى مرحلة ضعيفي الأيمان، إننا في منتصف الطريق، مرحلة اللسان، واللسان هنا هو قلمنا، وهناك كثيرون ممن يريدون أن يكسروا ذلك القلم ويجعلنا من ضعفيي الإيمان بأن لا نكتب رأينا فيما نلمسه من هذا وذاك من آراء ومواقف سياسية وتنظيمية تمسنا نحن الكورد في سوريا.

ودمتم

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق