خالد سينو
ما فعله الرفيقان المذكوران لم يفعله أقوى احزابنا
الكلاسيكية ذوات الانضباط الحديدي والمركزية الديمقراطية وراعية البروليتاريا
المطعمة بالطبقة المثقفة الثورية التي نظرت لنا لعقود طويلة في شروط الثورة لبلد
كسوريا او مصر أو تونس أو اليمن المنتظرة تحيليلات وصراعات علي عبد الله وعبد
الفتاح إسماعيل..... الخ. تلك التنظيرات كانت مادة دسمة لاجتماعاتنا الحزبية أو
كمجموعات تتأبط تلك المحاضرات والكتب ولا
تنتهي تلك الاجتماعات إلا بصراخنا دلالة على صوابية الموقف من الوضع ، الحدث،
التطور الذي يمر به الحزب او الجبهة ... الخ. وبخلسة من مثقفيينا الثوريين واحزبنا
الثورية جداً والرافضة جداً لكل ما هو جديد في حياتها الحزبية الداخلية والسياسية
. وخلسة من امنائنا
العامين واحزابهم الشخصية ومنّا دخل الرفيقان " Facebook والـ Twitter" الى الحياة السياسية لعالمنا الشرقي في وسط جيل او جيلين
كاملين كانت احزابنا ونحن غافلة عنهم للاننا كنا مشغولين جداً بتثبيت هذا في
الصدارة وتقليع ذاك من الصدارة. في تلك الفجوة الزمنية التي فصلنا فيها عن الواقع،
كان للرفيقين العزيزين اسلوب جديد في
التطور والتلاقي والتواصل والتنظيم والاتفاق والانطلاق لتحريك الجماهير المنتظرة
على الرصيف الثوري لحزبنا الثوري جداً الذي أبى وبإصرار على الوصول، فما كان من
الوافد الجدي إلا أن يحل مكانه المهيئ.
ألا يجدر بنا أن نقراء الفاتحة على تلك الروح الخلبية التي
انتظرت نضوج الظروف الذاتية والموضوعية للثورة، والتي اخترعت الكثير من التكتيكات
وبناء استراتيجيات وهمية للمرحلة القادمة ...
فإلى قراءة الفاتحة اعزائي